يتذكّرون القول في الإمامة بأنّه متّصل من إمام إلى إمام إلى القائم عليهالسلام. (١)
[٥٢ ـ ٥٣] (الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ (٥٢) وَإِذا يُتْلى عَلَيْهِمْ قالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ (٥٣))
(الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ). قيل : نزلت وما بعدها في عبد الله بن سلام وتميم الداريّ وسلمان الفارسيّ والجارود العبديّ. فإنّهم لمّا أسلموا نزلت فيهم الآيات. وقيل : نزلت في أربعين رجلا من أهل الإنجيل كانوا مسلمين بالنبيّ صلىاللهعليهوآله قبل مبعثه ؛ اثنان وثلاثون من الحبشة أقبلوا مع جعفر بن أبي طالب رضي الله عنهما وقت قدومه ، وثمانية قدموا من الشام. (مِنْ قَبْلِهِ) ؛ أي : من قبل محمّد صلىاللهعليهوآله. (هُمْ بِهِ) ؛ أي : بمحمّد (يُؤْمِنُونَ). لأنّهم وجدوا صفته في التوراة. أو : من قبل القرآن ، هم بالقرآن يصدّقون. والمراد بالكتاب التوراة والإنجيل. فهؤلاء لم يعاندوا. (٢)
[٥٤] (أُولئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِما صَبَرُوا وَيَدْرَؤُنَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ (٥٤))
(مَرَّتَيْنِ) : مرّة بتمسّكهم بدينهم حتّى أدركوا محمّدا فآمنوا به ؛ ومرّة بإيمانهم به. وقيل : بما صبروا بتمسّكهم بدينهم على أذى الكفّار. (بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ) ؛ أي : يدفعون بالحسنة من الكلام [الكلام] القبيح الذي يسمعونه من الكفّار ، أو بالمعروف المنكر ، أو بالحلم جهل الجاهل ، أو بالمداراة [مع الناس] أذاهم عن أنفسهم ، وروي مثل ذلك عن أبي عبد الله عليهالسلام. (٣)
عن أبي عبد الله عليهالسلام : (مَرَّتَيْنِ بِما صَبَرُوا) قال : الأئمّة. عليهمالسلام وقال : نحن صبر. وشيعتنا أصبر. لأنّا صبرنا على [ما] نعلم وصبروا على ما لا يعلمون. (٤)
__________________
(١) تأويل الآيات ١ / ٤٢٠ ـ ٤٢٢.
(٢) مجمع البيان ٧ / ٤٠٣.
(٣) مجمع البيان ٧ / ٤٠٤.
(٤) تفسير القمّيّ ٢ / ١٤١.