(قالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ) ؛ أي : نقوّيك به ونعينك. (سُلْطاناً) : غلبة وتسلّطا. أو : حجّة واضحة. (بِآياتِنا). متعلّق بنحو ما تعلّق به (فِي تِسْعِ آياتٍ). (١) أي : اذهبا بآياتنا. أو بنجعل لكما سلطانا. أي : نسلّطكما بآياتنا. أو بلا يصلون. أي : تمتنعون منهم بآياتنا. أو هو بيان للغالبون. (٢)
[٣٦] (فَلَمَّا جاءَهُمْ مُوسى بِآياتِنا بَيِّناتٍ قالُوا ما هذا إِلاَّ سِحْرٌ مُفْتَرىً وَما سَمِعْنا بِهذا فِي آبائِنَا الْأَوَّلِينَ (٣٦))
(سِحْرٌ مُفْتَرىً) ؛ أي : سحر تعمله أنت ثمّ تفتريه على الله ، أو موصوف بالافتراء كسائر أنواع السحر وليس بمعجزة عند الله. (٣)
(ما سَمِعْنا بِهذا) ؛ أي : لم نسمع بما تدعو إليه (فِي آبائِنَا) الذين كانوا قبلنا. وإنّما قالوا ذلك مع اشتهار قصّة نوح وهود وصالح وغيرهم من الأنبياء الذين دعوا إلى توحيد الله ، إمّا للفترة التي دخلت بين الوقتين والزمان الطويل ، وإمّا لأنّ آباءهم ما صدّقوا بشيء من ذلك ولا دانوا به. فيكون المعنى : ما سمعنا بآبائنا أنّهم صدّقوا الرسل فيما جاؤوا به. ووجه شبهتهم في ذلك أنّهم قالوا : إنّهم الكبراء ، فلو كان حقّا لأدركوه. (٤)
[٣٧] (وَقالَ مُوسى رَبِّي أَعْلَمُ بِمَنْ جاءَ بِالْهُدى مِنْ عِنْدِهِ وَمَنْ تَكُونُ لَهُ عاقِبَةُ الدَّارِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (٣٧))
(رَبِّي أَعْلَمُ) ؛ أي : ربّي أعلم منكم بحال من أهّله الله للفلاح الأعظم حيث جعله نبيّا وبعثه بالهدى ووعده حسن العقبى. يعني نفسه. ولو كان ـ كما تزعمون ـ كاذبا ساحرا مفتريا ، لما أهّله لذلك. لأنّه غنيّ عن إرسال الكاذبين والساحرين. و (عاقِبَةُ الدَّارِ) هي
__________________
(١) النمل (٢٧) / ١٢.
(٢) الكشّاف ٣ / ٤١٠.
(٣) الكشّاف ٣ / ٤١١.
(٤) مجمع البيان ٧ / ٣٩٧.