زمانه إلّا رجمه بالحجارة ، كما كان قبل ذلك مرجوما باللّعن. (١)
[٩٩] (إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (٩٩))
(سُلْطانٌ) : تسلّط وقدرة (عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا) بأن يكرههم على الكفر والمعاصي. وقيل : معناه : ليس له حجّة على ما يدعوهم إليه من المعاصي. (٢)
(سُلْطانٌ). عن أبي عبد الله عليهالسلام : ليس له سلطان على دينه ، وله سلطان على بدنه. (٣)
(عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا). فإنّهم لا يطيعون وساوسه إلّا على ندرة وغفلة. (٤)
[١٠٠] (إِنَّما سُلْطانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ (١٠٠))
(يَتَوَلَّوْنَهُ) ؛ أي : يطيعونه. (بِهِ مُشْرِكُونَ) ؛ أي : بسببه يشركون بالله. (٥)
[١٠١] (وَإِذا بَدَّلْنا آيَةً مَكانَ آيَةٍ وَاللهُ أَعْلَمُ بِما يُنَزِّلُ قالُوا إِنَّما أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ (١٠١))
(وَاللهُ). جملة معترضه. (يُنَزِّلُ). قرأابن كثير وأبو عمرو : «ينزل» بالتخفيف. (٦)
(وَإِذا بَدَّلْنا) ؛ أي : إذا نسخنا آية وأثبتنا مكانها آية أخرى ؛ إمّا نسخ الحكم والتلاوة ، وإمّا نسخ الحكم مع بقاء التلاوة. (يُنَزِّلُ) ؛ أي : الله أعلم بمصالح ما ينزّل فينزّل في كلّ وقت ما توجبه المصلحة. وقد تختلف المصالح باختلاف الأوقات. (أَنْتَ مُفْتَرٍ) ؛ أي : قال المشركون : أنت كاذب على الله. قال ابن عبّاس : كانوا يقولون : يسخر محمّد بأصحابه ؛ يأمرهم اليوم بأمر وغدا بأمر. وإنّه لكاذب ويأتيهم بما يقول من عند نفسه. (بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ) أنّه من عند الله. أو : لا يعلمون جواز النسخ ولأيّ سبب ورد. (٧)
__________________
(١) معاني الأخبار / ١٣٩ ، ح ١.
(٢) مجمع البيان ٦ / ٥٩٣.
(٣) الكافي ٨ / ٢٨٨ ، ح ٤٣٣.
(٤) تفسير البيضاويّ ١ / ٥٥٧.
(٥) مجمع البيان ٦ / ٥٩٣.
(٦) تفسير البيضاويّ ١ / ٥٥٧.
(٧) مجمع البيان ٦ / ٥٩٤ ـ ٥٩٥.