(طَيِّبَةً). قيل : الرزق الحلال. وقيل : القناعة والرضا بما قسم الله. وقيل : رزق يوم بيوم. وقيل : الجنّة. لأنّه لا تطيب لأحد حياة إلّا فيها. (١)
(ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى). بيّنه بالنوعين دفعا للتحصيص. (حَياةً طَيِّبَةً) في الدنيا ، يعيش عيشا طيّبا. فإنّه إن كان موسرا فظاهر ، وإن كان معسرا يطيب عيشه بالقناعة والرضا بالقسمة وتوقّع الثواب العظيم في الآخرة. بخلاف الكافر ، فإنّه إن كان معسرا فظاهر ، وإن كان موسرا لم يدع الحرص وخوف الفراق [أن] يتهنّأ بعيشه. وقيل : في الآخرة. (٢)
[٩٨] (فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ (٩٨))
(فَإِذا قَرَأْتَ) ؛ أي : يا محمّد ، إذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان المرجوم المطرود الملعون. وتأويله : استعذ بالله من وسوسة الشيطان عند قراءتك لتسلم في التلاوة من الزلل وفي التأويل من الخطل. والاستعاذة عند التلاوة مستحبّة غير واجبة بلا خلاف في الصلاة وخارج الصلاة. (٣)
(فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ). عن أمير المؤمنين عليهالسلام في خطبة طويلة قال فيها : أستعيذ بالله من الشيطان الرجيم. ثمّ قرأمن القرآن. هكذا في الكافي. (٤) وفي عوالي اللّآلي عن النبيّ صلىاللهعليهوآله : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. (٥) وفي قرب الإسناد عن أبي عبد الله عليهالسلام : أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان [الرجيم] وأعوذ بالله أن يحضرون. ثمّ قرأ. (٦) وفي تفسير العيّاشيّ عنه عليهالسلام : أستعيذ بالسميع العليم من الشيطان الرجيم. (٧)
وفي معاني الأخبار عن العسكريّ عليهالسلام : معنى الرجيم أنّه مرجوم باللّعن ، مطرود من الخير ، لا يذكره مؤمن إلّا لعنه. وإنّ [في] العلم السابق إذا خرج القائم عليهالسلام لا يبقى مؤمن في
__________________
(١) مجمع البيان ٦ / ٥٩٣.
(٢) تفسير البيضاويّ ١ / ٥٥٦.
(٣) مجمع البيان ٦ / ٥٩٢.
(٤) الكافي ٨ / ١٧٥ ، ح ١٩٤.
(٥) عوالي اللّآلي ٢ / ٤٧ ، ح ١٢٤.
(٦) قرب الإسناد / ٥٨.
(٧) تفسير العيّاشيّ ٢ / ٢٧٠ ، ح ٦٧.