فإن قلت : لو قيل : أو عظت أم لم تعظ ، لكان أخصر والمعنى واحد. قلت : بينهما فرق. لأنّ المراد : سواء علينا أفعلت هذا الفعل الذي هو وعظ أم لم تكن أصلا من أهله ومباشريه. فهو أبلغ في قلّة اعتدادهم بوعظه من قولك : أم لم تعظ. (١)
[١٣٧] (إِنْ هذا إِلاَّ خُلُقُ الْأَوَّلِينَ (١٣٧))
ابن كثير وأهل البصرة : (خُلُقُ الْأَوَّلِينَ) بفتح الخاء. (إِنْ هذا إِلَّا خُلُقُ الْأَوَّلِينَ) ؛ أي : ما هذا الذي جئتنا به إلّا كذب الأوّلين الذين ادّعوا النبوّة ولم يكونوا أنبياء وأنت مثلهم. ومن قرأبضمّ الخاء ، فالمعنى : ما هذا الذي نحن عليه من تشييد الأبنية واتّخاذ المصانع والبطش الشديد إلّا عادة الأوّلين من قبلنا. وقيل : معناه : ما هذا الذي نحن فيه إلّا عادة الأوّلين في أنّهم كانوا يحيون ويموتون ولا بعث ولا حساب. (٢)
[١٣٨] (وَما نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ (١٣٨))
(وَما نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ) على ما تدّعيه ، لا في الدنيا ولا بعد الموت. (٣)
[١٣٩] (فَكَذَّبُوهُ فَأَهْلَكْناهُمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (١٣٩))
(فَأَهْلَكْناهُمْ) بعذاب الاستئصال. (٤)
[١٤٠ ـ ١٤٥] (وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (١٤٠) كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ (١٤١) إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صالِحٌ أَلا تَتَّقُونَ (١٤٢) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (١٤٣) فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ (١٤٤) وَما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلى رَبِّ الْعالَمِينَ (١٤٥))
[١٤٦ ـ ١٤٧] (أَتُتْرَكُونَ فِي ما هاهُنا آمِنِينَ (١٤٦) فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (١٤٧))
__________________
(١) الكشّاف ٣ / ٣٢٧.
(٢) مجمع البيان ٧ / ٣٠٩ و ٣١١.
(٣) مجمع البيان ٧ / ٣١١.
(٤) مجمع البيان ٧ / ٣١١.