[٥٤] (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ
بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكانَ رَبُّكَ قَدِيراً (٥٤))
(نَسَباً وَصِهْراً). عن أبي عبد الله الصادق عليهالسلام بأسانيد متكثّرة أنّها نزلت في عليّ عليهالسلام لأنّه ابن عمّ النبيّ صلىاللهعليهوآله وزوج ابنته.
(مِنَ الْماءِ بَشَراً). يعني الذي اختمر به طينة آدم. أو جعل جزءا من مادّة
البشر ليقبل الأشكال والهيآت بسهولة. أو النطفة. (نَسَباً وَصِهْراً). أي قسم البشر قسمين ؛ ذوي نسب أي ذكورا ينسب إليهم
فيقال فلان بن فلان وفلانة بنت فلان ، وذات صهر أي إناثا يصاهر بهنّ ، نحو قوله
تعالى : (فَجَعَلَ مِنْهُ
الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى). قيل : النسب الذي لا يحلّ نكاحه والصهر النسب الذي يحلّ
نكاحه كبنات العمّ وبنات الأخوال. وقال ابن سيرين : نزلت في النبيّ وعليّ بن أبي
طالب عليهماالسلام زوج فاطمة عليهاالسلام. فهو ابن عمّه وزوج ابتنه ، فكان نسبا وصهرا.
عن أبي عبد
الله عليهالسلام : انّ الله جعل آدم من الماء العذب وخلق زوجته من سنخه
فبرأها من ضلعه الأسفل فجرى بذلك الضلع بينهما نسبا. ثمّ زوّجها إيّاه فجرى بينهما
بسبب ذلك صهرا. وذلك قوله : (نَسَباً وَصِهْراً). فالنسب ما كان بسبب صهر النساء.
(قَدِيراً) حيث خلق من مادّة واحدة بشرا ذا أعضاء مختلفة وطباع
متضادّة وجعله قسمين متباعدين.
[٥٥] (وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ ما لا
يَنْفَعُهُمْ وَلا يَضُرُّهُمْ وَكانَ الْكافِرُ عَلى رَبِّهِ ظَهِيراً (٥٥))
(ما لا يَنْفَعُهُمْ
وَلا يَضُرُّهُمْ). يعني الأصنام أو كلّ ما عبد من دون الله. إذ ما من
مخلوق يستقلّ بالنفع والضرّ. (ظَهِيراً) ؛ أي : معاونا للشياطين على ربّه بالمعاصي. أو لأنّه
يتابع
__________________