[٦٢] (وَلا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَها وَلَدَيْنا كِتابٌ يَنْطِقُ بِالْحَقِّ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (٦٢))
(وَلَدَيْنا) ؛ أي : يشهد لكم وعليكم كتب الملائكة بأمرنا وهو صحائف الأعمال أو اللّوح المحفوظ. (لا يُظْلَمُونَ) بزيادة العقاب أو نقصان الثواب. (١)
[٦٣] (بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ مِنْ هذا وَلَهُمْ أَعْمالٌ مِنْ دُونِ ذلِكَ هُمْ لَها عامِلُونَ (٦٣))
(بَلْ). ردّ لما سبق وابتداء الكلام. أي : قلوب الكفّار في غفلة شديدة (مِنْ هذا) الكتاب المشتمل على الوعد والوعيد وهو القرآن ، أو كتاب الحفظة. أو (مِنْ هذا) الذي وصف به هؤلاء. (وَلَهُمْ أَعْمالٌ) خبيثة (مِنْ دُونِ ذلِكَ) ؛ أي : من غير الشرك. (هُمْ لَها عامِلُونَ) ؛ أي : معتادون فعلها. وقيل : من دون ذلك ؛ أي : أدون وأصغر من الشرك. (٢)
(مِنْ هذا) ؛ يعني : من القرآن. (٣)
(مِنْ دُونِ ذلِكَ). قال : ما كتب لهم في اللّوح المحفوظ قبل أن يخلقوا ، فهم لكلّ الأعمال المكتوبة عاملون. (ع)
[٦٤] (حَتَّى إِذا أَخَذْنا مُتْرَفِيهِمْ بِالْعَذابِ إِذا هُمْ يَجْأَرُونَ (٦٤))
(مُتْرَفِيهِمْ) ؛ أي : متنعّميهم ورؤساءهم بعذاب الآخرة أو بعذاب الدنيا وهو عذاب السيف يوم بدر. عن ابن عبّاس. وقيل : هو الجوع حين دعا النبيّ صلىاللهعليهوآله فقال : اللهمّ اشدد وطأتك على مضر واجعلها عليهم سنين كسني يوسف ، فابتلاهم الله بالقحط حتّى أكلوا الجيف والكلاب. (إِذا هُمْ يَجْأَرُونَ) ؛ أي : يجزعون لشدّة العذاب. أو : يصرخون إلى الله بالتوبة فلا يقبل منهم. (٤)
[٦٥] (لا تَجْأَرُوا الْيَوْمَ إِنَّكُمْ مِنَّا لا تُنْصَرُونَ (٦٥))
__________________
(١) مجمع البيان ٧ / ١٧٨ ، وتفسير البيضاويّ ٢ / ١٠٧.
(٢) مجمع البيان ٧ / ١٧٨ ، وتفسير البيضاويّ ٢ / ١٠٧.
(٣) تفسير القمّيّ ٢ / ٩٢.
(٤) مجمع البيان ٧ / ١٧٨.