[٥٨] (وَالَّذِينَ هاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ ماتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللهُ رِزْقاً حَسَناً وَإِنَّ اللهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (٥٨))
(وَالَّذِينَ هاجَرُوا) ؛ أي : فارقوا أوطانهم وخرجوا من مكّة إلى المدينة ثمّ قتلوا في الجهاد أو ماتوا في الغربة. (رِزْقاً حَسَناً). هو رزق الجنّة. (١)
(وَالَّذِينَ هاجَرُوا). عن أبي عبد الله عليهالسلام : نزلت في أمير المؤمنين عليهالسلام خاصّة. (٢)
(ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ ماتُوا). إنّما سوّى بين من قتل في الجهاد وبين من مات حتف [أنفه] في الوعد لاستوائهما في القصد وأصل العمل. روي أنّ بعض الصحابة قالوا : يا نبيّ الله ، هؤلاء الذين قتلوا قد علمنا ما أعطاهم الله من الخير. ونحن نجاهد معك كما جاهدوا. فما لنا إن متنا معك؟ فنزلت. (٣)
(قُتِلُوا). ابن عامر بالتشديد. (٤)
[٥٩] (لَيُدْخِلَنَّهُمْ مُدْخَلاً يَرْضَوْنَهُ وَإِنَّ اللهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ (٥٩))
(مُدْخَلاً يَرْضَوْنَهُ). لأنّ لهم في الجنّة ما تشتهي الأنفس وتلذّ الأعين. والمدخل يجوز أن يكون بمعنى المكان أو بمعنى المصدر. (لَعَلِيمٌ) بأحوالهم (حَلِيمٌ) في عدم معاجلة الكفّار بالعقوبة. (٥)
[٦٠] (ذلِكَ وَمَنْ عاقَبَ بِمِثْلِ ما عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللهُ إِنَّ اللهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ (٦٠))
(ذلِكَ) ؛ أي : الأمر الذي قصصنا عليك. (وَمَنْ عاقَبَ) ؛ أي : من جازى الظالم بمثل ما ظلمه. قال الحسن. معناه : قاتل المشركين كما قاتلوه. والأوّل لم يكن عقوبة ، ولكنّه كقولهم
__________________
(١) مجمع البيان ٧ / ١٤٧.
(٢) تأويل الآيات ١ / ٣٤٨ ـ ٣٤٩ ، ح ٣٥.
(٣) تفسير البيضاويّ ٢ / ٩٤.
(٤) مجمع البيان ٧ / ١٤٧.
(٥) مجمع البيان ٧ / ١٤٧.