لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (٣٦))
(وَالْبُدْنَ) : جمع بدنة ـ كخشبة. سمّيت به الإبل لعظم بدنها. أي : جعلنا البدن من شعائر الله ؛ أي : أعلام دينه التي شرعها الله. (لَكُمْ فِيها خَيْرٌ) ؛ أي : منافع دينيّة ودنيويّة. (فَاذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلَيْها) ؛ أي : في حال نحرها. قال ابن عبّاس : [هو أن يقول :] الله أكبر. لا إله إلّا الله. والله أكبر. اللهمّ منك ولك. (صَوافَّ). هو أن تنحر وهي صافّة ؛ أي : قائمة ربطت يداها ما بين الرسغ والخفّ إلى الركبة. عن أبي عبد الله عليهالسلام. وأمّا البقر ، فإنّه يشدّ يداها ورجلاها. والغنم يشدّ ثلاث قوائم منها ويطلق رجل واحدة. (وَجَبَتْ جُنُوبُها) ؛ أي : سقطت إلى الأرض. وهو عبارة عن خروج الروح منها. (فَكُلُوا مِنْها). إذن وليس بأمر. لأنّ أهل الجاهليّة كانوا يحرّمونها على نفوسهم. وقيل : إنّ الأكل منها واجب إذا تطوّع بها. (١)
(الْقانِعَ). عن أبي عبد الله عليهالسلام : القانع الذي يسأل فيرضى. والمعترّ : الذي يعتري رحلك ـ أي يقصده ـ ممّن لا يسأل. وروي عنهم عليهمالسلام أنّه ينبغي أن يطعم ثلثه ويعطي للقانع والمعترّ ثلثه ويهدي لأصدقائه الثلث الباقي. (٢)
(كَذلِكَ) ؛ ، أي : مثل ما وصفنا من نحرها قياما. (سَخَّرْناها لَكُمْ) مع عظمها وقوّتها حتّى تأخذوها منقادة فتعقلوها وتحبسوها صافّة قوائمها ثمّ تطعنون [في] لبابها. (لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) إنعامنا عليكم بالتقرّب والإخلاص. (٣)
[٣٧] (لَنْ يَنالَ اللهَ لُحُومُها وَلا دِماؤُها وَلكِنْ يَنالُهُ التَّقْوى مِنْكُمْ كَذلِكَ سَخَّرَها لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلى ما هَداكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ (٣٧))
لن تنال الله ولكن تناله بالتاء يعقوب. وقرأالأوّل بالتاء أبو جعفر. وقرأالباقون بالياء فيهما. (٤)
__________________
(١) تفسير البيضاويّ ٢ / ٨٩ ، ومجمع البيان ٧ / ١٣٧.
(٢) مجمع البيان ٧ / ١٣٧ ـ ١٣٨.
(٣) تفسير البيضاويّ ٢ / ٩٠.
(٤) مجمع البيان ٧ / ١٣٥.