بالسماء والذي ترك الإيمان وأشرك بالله بالساقط من السماء والأهواء التي تتوزّع أفكاره بالطير المختطفة والشيطان الذي يطوّح به في وادي الضلالة بالريح التي تهوي بما عصفت به في بعض المهاوي. (١)
(خَرَّ مِنَ السَّماءِ). لأنّه سقط من أوج الإيمان إلى حضيض الكفر فتخطفه الطير. فإنّ الأهواء المردية توزّع أفكاره. (٢)
(فَتَخْطَفُهُ). قرأأهل المدينة بفتح الخاء والتشديد. والباقون بسكون الخاء والتخفيف. (٣)
[٣٢] (ذلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعائِرَ اللهِ فَإِنَّها مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ (٣٢))
(ذلِكَ) ؛ أي : الأمر ذلك الذي ذكرنا. (شَعائِرَ اللهِ) ؛ أي : معالم دين الله التي نصبها لطاعته. قيل : هي مناسك الحجّ كلّها. وقيل : هي البدن وتعظيمها استسمانها واستحسانها. وعن ابن عبّاس : الشعائر جمع شعيرة ؛ وهي البدن إذا أشعرت بأن يشقّ سنامها من الجانب الأيمن ليعلم أنّها هدي. فالذي يهدي مندوب إلى طلب الأثمن (٤) والأعظم. (فَإِنَّها) ؛ أي : فإنّ تعظيمها. فحذف المضاف. (تَقْوَى الْقُلُوبِ). أضافه إلى القلوب لأنّ حقيقة التقوى تقوى القلب. (٥)
[٣٣] (لَكُمْ فِيها مَنافِعُ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ مَحِلُّها إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ (٣٣))
(لَكُمْ فِيها) ؛ أي : في الشعائر التي هي البدن (مَنافِعُ) وهو ركوب ظهرها وشرب لبنها إذا احتيج إليها. وهو المرويّ عن أبي جعفر عليهالسلام. (إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى) : إلى أن تنحر. (ثُمَّ مَحِلُّها) ؛ أي : [محلّ] الهدي والبدن الكعبة. وقيل : الحرم كلّه. وقال أصحابنا : إن كان الهدي للحجّ ،
__________________
(١) الكشّاف ٣ / ١٥٥.
(٢) تفسير البيضاويّ ٢ / ٨٨.
(٣) مجمع البيان ٧ / ١٣١ ـ ١٣٢.
(٤) المصدر : الأسمن.
(٥) مجمع البيان ٧ / ١٣٣.