(حَشَرْتَنِي). بالفتح أبو جعفر ونافع وابن كثير. (أَعْمى) بالإمالة حمزة. (١)
[١٢٦ ـ ١٢٧] (قالَ كَذلِكَ أَتَتْكَ آياتُنا فَنَسِيتَها وَكَذلِكَ الْيَوْمَ تُنْسى (١٢٦) وَكَذلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآياتِ رَبِّهِ وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقى (١٢٧))
(كَذلِكَ أَتَتْكَ آياتُنا) ؛ أي : كما حشرناك أعمى جاءك محمّد والقرآن والدلائل فأعرضت عنها وتعرّضت لنسيانها. (وَكَذلِكَ الْيَوْمَ تُنْسى) ؛ أي : تترك في العذاب كالشيء المنسيّ. (٢)
(وَكَذلِكَ نَجْزِي) ؛ أي : وكما ذكرنا نجزي من أشرك وجاوز الحدّ في العصيان. (وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآياتِ رَبِّهِ) ؛ أي : لم يصدّق بكتب الله ورسله. (أَشَدُّ). أي من عذاب الدنيا وعذاب القبر. (وَأَبْقى) ؛ أي : أدوم. لأنّه لا يزول وعذاب الدنيا وعذاب القبر يزول. وقيل : أشدّ وأبقى من ضنك العيش ومن العمى. ولعلّه إذا دخل النار ، زال عماه ليرى محلّه. (٣)
عن الكاظم عليهالسلام : الآيات الأئمّة عليهمالسلام. (تُنْسى) ؛ أي : تترك في النار كما تركت الأئمّة ولم تطع أمرهم. (مَنْ أَسْرَفَ) في عداوة أمير المؤمنين واتّبع غيره. (٤)
[١٢٨] (أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَساكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِأُولِي النُّهى (١٢٨))
(أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ). مسند إلى الله أو الرسول. وقيل : المعنى : أولم يبيّن لأهل مكّة طريق الاعتبار كثرة إهلاكنا القرون قبلهم بتكذيبهم رسلنا فيعتبروا ويؤمنوا. (يَمْشُونَ فِي مَساكِنِهِمْ). لأنّ أهل مكّة كانوا يتجرون إلى الشام فيمرّون بمساكن عاد وثمود ويرون علامات الإهلاك [وفي هذا تنبيه لهم وتخويف. أي :] أفلا يخافون أن يقع بهم مثل ما وقع بأولئك؟ (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ) ؛ أي : إهلاكنا إيّاهم لعبرة لذوي العقول. (٥)
__________________
(١) تفسير النيسابوريّ ١٦ / ١٤٠.
(٢) مجمع البيان ٧ / ٥٧.
(٣) مجمع البيان ٧ / ٥٧ ، وتفسير البيضاويّ ٢ / ٦١.
(٤) تأويل الآيات ١ / ٣٢١ ، ح ٢١ ، عن أبي عبد الله عليهالسلام.
(٥) مجمع البيان ٧ / ٥٧ ، وتفسير البيضاويّ ٢ / ٦١.