التعبّد فاعلموا إلهكم واعبدوه ولا تعبدوا العجل موعظة ونصحا. أو أراد : فتنكم السامريّ به وأضلّكم. (وَأَطِيعُوا أَمْرِي) في عبادة الله ولا تطيعوا السامريّ في عبادة العجل. (١)
[٩١] (قالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنا مُوسى (٩١))
(عاكِفِينَ) ؛ أي : مقيمين على عبادته (حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنا مُوسى) فننطر أيعبده كما عبدناه أم لا. فاعتزلهم هارون في اثني عشر ألفا. فلمّا رجع موسى وهو غضبان من عبادة العجل وسمع الصياح إذ كانوا يرقصون حول العجل ويضربون الدفوف والمزامير واستقبله هارون ، فألقى الألواح وجعل يعاقب هارون. (٢)
[٩٢ ـ ٩٣] (قالَ يا هارُونُ ما مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا (٩٢) أَلاَّ تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي (٩٣))
(قالَ يا هارُونُ ما مَنَعَكَ) من اتّباعي واللّحوق بي فيمن أقام على إيمانه؟ ولا مزيدة مثلها في (ما مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ). (٣) وقيل : معناه : هلّا قاتلتهم إذ علمت أن لو كنت فيهم لقاتلتهم؟ (٤)
(أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي). يعني في قوله : (اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ). (٥) فلمّا أقام معهم ولم يبالغ في منعهم ، نسبه إلى عصيانه. وقيل : إنّ صورته صورة الاستفهام ، والمراد به التقرير. لأنّ موسى كان يعلم أنّ هارون لا يعصيه في أمره. فإن قيل : إنّ الظاهر يقتضي أنّ موسى كان أمره باللّحاق به فعصى هارون أمره ، قلنا : يجوز أن يكون أمره بذلك بشرط المصلحة ، ورأى هارون الإقامة أصلح. والشاهد يرى ما لا يرى الغائب. (٦)
[٩٤] (قالَ يَا بْنَ أُمَّ لا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي (٩٤))
__________________
(١) مجمع البيان ٧ / ٤٣.
(٢) مجمع البيان ٧ / ٤٣.
(٣) الأعراف (٧) / ١٢.
(٤) مجمع البيان ٧ / ٤٣ ، وتفسير البيضاويّ ٢ / ٥٦.
(٥) الأعراف (٧) / ١٤٢.
(٦) مجمع البيان ٧ / ٤٣.