بالعرض. وإن كلّ أحد يريد حلول الغضب. (١)
[٨٧] (قالُوا ما أَخْلَفْنا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنا وَلكِنَّا حُمِّلْنا أَوْزاراً مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْناها فَكَذلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ (٨٧))
(بِمَلْكِنا). نافع وعاصم : (بِمَلْكِنا) بفتح الميم. وحمزة والكسائيّ بضمّها. وثلاثتها في الأصل لغات في مصدر ملكت الشيء. (حُمِّلْنا). أبو عمرو وحمزة : (حُمِّلْنا) بالفتح والتخفيف. (٢)
(بِمَلْكِنا) ؛ أي : بأن ملكنا أمرنا. إذ لو خلّينا وأمرنا ولو لم يسوّل لنا السامريّ ، لما أخلفناه. وقيل : (قالُوا) ؛ أي : قال الذين لم يعبدوا العجل : [إنّا لم نطق ردّ عبدة العجل] لكثرتهم وقلقنا. (وَلكِنَّا حُمِّلْنا أَوْزاراً مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ) ؛ أي : حمّلنا أثقالا من حليّ [آل فرعون. وهو ما استعاروه من حليّهم] حين أرادوا السير ولم يردّوها [عند الخروج] مخافة أن يعلموا به. وقيل : ما ألقاه البحر إلى الساحل بعد إغراقهم. ولعلّهم سمّوها أوزارا لأنّها آثام ـ فإنّ الغنائم لم تكن تحلّ بعد ـ أو لأنّهم كانوا مستأمنين وليس للمستأمن أن يأخذ مال الحربيّ. وقيل : إنّهم كانوا في حكم الأسراء فيما بينهم ، فكان يحلّ لهم أخذ أموالهم. فعلى هذا لا يمكن حمله على الإثم. (فَقَذَفْناها) ؛ أي : ألقيناها في النار لتذوب. (فَكَذلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ) أيضا مثل إلقائنا ليوهم أنّه منهم. روي أنّهم لمّا حسبوا أنّ العدّة قد كملت ، قال لهم السامريّ : إنّما أخلف موسى ميعادكم. وما معكم من حليّ القوم حرام عليكم. فالرأي أن نحفر [حفيرة] ونسجر فيها نارا ونقذف كلّ ما معنا فيها. ففعلوا. (٣)
[٨٨] (فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلاً جَسَداً لَهُ خُوارٌ فَقالُوا هذا إِلهُكُمْ وَإِلهُ مُوسى فَنَسِيَ (٨٨))
(عِجْلاً جَسَداً) ؛ أي : أخرج لهم من ذلك الحليّ عجلا جسيما. (لَهُ خُوارٌ) ؛ أي : صوت.
__________________
(١) تفسير النيسابوريّ ١٦ / ١٢٧.
(٢) تفسير البيضاويّ ٢ / ٥٥.
(٣) مجمع البيان ٧ / ٤٢ ، وتفسير البيضاويّ ٢ / ٥٥.