لفرعون : إنّا نرى رجلا ينظر إلى السماء ولم يبلغ سحرنا السماء. وضمنت السحرة من في الأرض. فلمّا ألقوا حبالهم وعصيّهم ، أقبلت تضطرب مثل الحيّات. فألقى موسى العصا فذابت في الأرض مثل الرصاص ، ثمّ طلع رأسها وفتحت فاها فوضعت شدقها العليا على رأس قبّة فرعون. ثمّ دارت والتقمت عصيّ السحرة وحبالهم. وانهزم الناس حين رأوا هولها. فقتل في الهزيمة من الازدحام عشرة آلاف رجل وامرأة وصبّي. ودارت على قبّة فرعون. قال : فأحدث [فرعون] وهامان في ثيابهما وشاب رأسهما من الفزع. ومرّ موسى في الهزيمة مع الناس فناداه الله : (لا تَخَفْ). فرجع موسى ولفّ على يديه عباءة كانت عليه ، ثمّ أدخل يده في فمه ، فإذا هي عصا كما كانت. (١)
(فَإِذا حِبالُهُمْ) ؛ أي : فألقوا فإذا حبالهم وعصيّهم. وذلك أنّهم لطخوها بالزئبق ، فلمّا ضربت عليها الشمس ، اضطربت فخيّل إليه أنّها تتحرّك ، والضمير في إليه راجع إلى موسى ، وقيل إلى فرعون. (٢)
(يُخَيَّلُ). ابن عامر : «تخيل» بالتاء ، على إسناده إلى ضمير الحبال والعصيّ وإبدال (أَنَّها تَسْعى) منه بدل الاشتمال. (٣)
[٦٧] (فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسى (٦٧))
(فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ) : فأضمر فيها خوفا من مفاجأته على ما هو مقتضى الجبلّة البشريّة ، أو من أن يختلج الناس شكّ فلا يتّبعوه. (٤)
لم يوجس موسى خيفة على نفسه. [بل] أشفق من غلبة الجهّال ودول الضلّال. (٥)
[٦٨] (قُلْنا لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلى (٦٨))
__________________
(١) تفسير القمّيّ ٢ / ١٢٠ ـ ١٢١.
(٢) تفسير البيضاويّ ٢ / ٥١ ـ ٥٢ ، ومجمع البيان ٧ / ٣١.
(٣) تفسير البيضاويّ ٢ / ٥٢.
(٤) تفسير البيضاويّ ٢ / ٥٢.
(٥) نهج البلاغة / ٥١ ، الخطبة ٤.