هذان لهما ساحران ، فحذف الضمير. وفيه أنّ المؤكّد باللّام لا يليق به الحذف. (١)
(أَنْ يُخْرِجاكُمْ) بالاستيلاء على أرضكم ويذهبا بمذهبكم الذي هو أفضل المذاهب بإظهار مذهبه وإعلاء دينه. لقوله : (إِنِّي أَخافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ). (٢) وقيل : أرادوا أهل طريقتكم ، وهم بنو إسرائيل ، فإنّهم كانوا أرباب علم فيها بينهم. لقول موسى : (أَرْسِلْ مَعَنا بَنِي إِسْرائِيلَ)(٣). (٤)
[٦٤] (فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلى (٦٤))
(فَأَجْمِعُوا). أبو عمرو بقطع الهمزة وفتح الميم. (٥) ويؤيّده قوله : (فَجَمَعَ كَيْدَهُ). (٦)
(فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ) ؛ أي : اجعلوه مجمعا عليه لا يتخلّف عنه واحد منكم. (صَفًّا) : مصطفّين. لأنّه أهيب في صدور الرائين. قيل : كانوا سبعين ألفا مع كلّ واحد منهم حبل وعصا وأقبلوا عليه إقبالة واحدة. (٧)
[٦٥ ـ ٦٦] (قالُوا يا مُوسى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقى (٦٥) قالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذا حِبالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّها تَسْعى (٦٦))
(قالُوا يا مُوسى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ) ، مراعاة للأدب. (قالَ بَلْ أَلْقُوا) ، مقابلة أدب بأدب وعدم مبالاة بهم. (٨)
عن أبي عبد الله عليهالسلام : كان موعدهم يوم عيد لهم. فلمّا ارتفع النهار ، جمع فرعون الخلق والسحرة. وكانت له قبّة طولها في السماء ثمانون ذراعا وقد كانت كسيت بالفولاذ المصقول وإذا وقعت الشمس عليها ، لم يقدر أحد أن ينظر إليها من لمع الحديد ووهج الشمس. وجاء فرعون وهامان وقعدا عليه ينظران. وأقبل موسى ينظر إلى السماء. فقالت السحرة
__________________
(١) تفسير البيضاويّ ٢ / ٥١.
(٢) غافر (٤٠) / ٢٦.
(٣) الشعراء (٢٦) / ١٧.
(٤) تفسير البيضاويّ ٢ / ٥١.
(٥) مجمع البيان ٧ / ٢٥.
(٦) تفسير البيضاويّ ٢ / ٥١.
(٧) تفسير البيضاويّ ٢ / ٥١.
(٨) تفسير البيضاويّ ٢ / ٥١.