من ادّعاء الأوّل الخلافة والقيام بها والآخر بعده والثالث بعدهما وبني أميّة. فأخبر رسول الله صلىاللهعليهوآله عليّا بذلك وكان ما أخبر الله رسوله وقد انتهى إلينا عن عليّ عليهالسلام. فنحن أولو النهى [انتهى] إلينا علم ذلك كلّه ـ الحديث. (١)
[٥٥] (مِنْها خَلَقْناكُمْ وَفِيها نُعِيدُكُمْ وَمِنْها نُخْرِجُكُمْ تارَةً أُخْرى (٥٥))
(مِنْها) ؛ أي : من الأرض (خَلَقْناكُمْ). لأنّ آدم مخلوق من الأرض. أو لأنّ بني آدم خلقوا من النطفة ودم الطمث المتولّدين من الأغذية المنتهية إلى العناصر الغالبة عليها الأرضيّة. أو لما ورد في الخبر أنّ الملك يأخذ من تربة المكان الذي يدفن فيه من الأرض فيذرّها على النطفة. (وَفِيها نُعِيدُكُمْ) بالموت. لأنّ الجسد يصير ترابا فيختلط بالأرض إلّا من رفعه الله إلى السماء. (وَمِنْها نُخْرِجُكُمْ) بالحشر والبعث بأن نخرجكم ترابا وطينا ثمّ نحييكم بعد الإخراج. (٢)
[٥٦] (وَلَقَدْ أَرَيْناهُ آياتِنا كُلَّها فَكَذَّبَ وَأَبى (٥٦))
(أَرَيْناهُ آياتِنا كُلَّها) ؛ أي : بصّرناه إيّاها. أو : عرّفناه صحّتها. وأراد بالآيات كلّها التسع المختصّة بموسى. أو إنّه عليهالسلام أراه آياته وعدّ عليه ما أوتي غيره من المعجزات. (٣)
[٥٧] (قالَ أَجِئْتَنا لِتُخْرِجَنا مِنْ أَرْضِنا بِسِحْرِكَ يا مُوسى (٥٧))
(مِنْ أَرْضِنا) ؛ أي : أرض مصر. هذا تعلّل وتحيّر ودليل على أنّه علم كونه محقّا حتّى خاف منه على ملكه. فإنّ ساحرا لا يقدر أن يخرج ملكا مثله من أرضه. (٤)
[٥٨] (فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِثْلِهِ فَاجْعَلْ بَيْنَنا وَبَيْنَكَ مَوْعِداً لا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلا أَنْتَ مَكاناً سُوىً (٥٨))
__________________
(١) تفسير القمّيّ ٢ / ٦١.
(٢) تفسير النيسابوريّ ١٦ / ١١٥.
(٣) تفسير البيضاويّ ٢ / ٥٠.
(٤) تفسير البيضاويّ ٢ / ٥٠.