فوّض أمرهم إلى الله وعفوه وعقابه. ورواه أصحابنا عن أبي عبد الله عليهالسلام. ثمّ قال في آخره : أتاه ملك من ربّه يقرئه السّلام ويقول : قد رأيت ما صنع بك. وقد أمرني بطاعتك. فمرني بما شئت. فقال : يكون لي بالحسين أسوة. (يَأْمُرُ أَهْلَهُ) ؛ أي : قومه وعترته. وقيل : أمّته. (بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ). وقيل : إنّه كان يأمر أهله بصلاة اللّيل وصدقة النهار. (١)
وعن أبي عبد الله عليهالسلام في آخر الحديث الأوّل أنّه لمّا جاءه الذي واعده بعد سنة قال له : لو لم تجئني لكان منه المحشر. (٢)
وعنه عليهالسلام في آخر الحديث الثاني : لمّا سلخوا فروة رأسه ، بعث إليه سطاطائيل ملك العذاب ، فقال : يا ربّ إنّك وعدت الحسين عليهالسلام أن تكرّه إلى الدنيا ينتقم بنفسه من فعل ذلك به. فحاجتي إليك يا ربّ أن تكرّني إلى الدنيا حتّى أنتقم ممّن فعل ذلك بي. فوعده الله سبحانه أن يكرّ مع الحسين عليهالسلام. (٣)
[٥٦] (وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كانَ صِدِّيقاً نَبِيًّا (٥٦))
(إِدْرِيسَ). قيل : إنّما سمّي إدريس لكثرة دراسته كتاب الله ، وكان اسمه أخنوخ جدّ أبي نوح. وهو غير صحيح. فإنّه لو كان إفعيلا من الدرس ، لم يكن فيه إلّا سبب واحد وهو العلميّة وكان منصرفا. فامتناعه من الصرف دليل العجمة. وكذلك إبليس أعجميّ وليس من الإبلاس كما زعموا. ومن لم يحقّق ولم يتدرّب بالصناعة ، كثرت منه أمثال هذه الهنات. ويجوز أن يكون معنى إدريس في تلك اللّغة قريبا من ذلك فحسبه الراوي مشتقّا من الدرس. (٤)
[٥٧] (وَرَفَعْناهُ مَكاناً عَلِيًّا (٥٧))
(وَرَفَعْناهُ). عن أبي عبد الله عليهالسلام : انّ الله غضب على ملك من الملائكة فقطع جناحه و
__________________
(١) مجمع البيان ٦ / ٨٠٠.
(٢) بحار الأنوار ١٣ / ٣٩١.
(٣) بحار الأنوار ١٣ / ٣٩٠.
(٤) الكشّاف ٣ / ٢٣ ـ ٢٤.