الْقِيامَةِ وَزْناً (١٠٥))
(وَزْناً) ؛ أي : لا يقام لهم ميزان. لأنّ الميزان إنّما يوضع لأهل الحسنات والسيّئات من الموحّدين. (١)
(وَزْناً) ؛ أي : لا قيمة لهم عندنا ولا كرامة بل نستخفّ بهم ونعاقبهم. تقول العرب : ما لفلان عندنا وزن ؛ أي : قدر ومنزلة. ويوصف الجاهل لسرعة طيشه بأنّه لا وزن له. وروي في الصحيح أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله قال : إنّه ليأتي الرجل العظيم السمين يوم القيامة لا يزن جناح بعوضة. (٢)
وفي عيون الأخبار عن الرضا عليهالسلام : (الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ) يعني بولاية أمير المؤمنين عليهالسلام (وَلِقائِهِ) : كفروا بأن لقوا الله بغير إمامته (فَحَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ). (٣)
[١٠٦] (ذلِكَ جَزاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِما كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آياتِي وَرُسُلِي هُزُواً (١٠٦))
(ذلِكَ) ؛ أي : الأمر ذلك. وقوله : (جَزاؤُهُمْ جَهَنَّمُ) جملة مبيّنة له. أو يكون ذلك مبتدأ وجزاؤهم خبره وجهنّم عطف بيان للخبر. (٤)
(ذلِكَ جَزاؤُهُمْ). أي : الأمر ذلك الذي ذكرت من حبوط أعمالهم. ثمّ ابتدأ سبحانه فقال : (جَزاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِما كَفَرُوا) ؛ أي : بكفرهم واتّخاذهم أدلّتي الدالّة على التوحيد ـ يعني القرآن ورسلي ـ مهزوءا به. (٥)
[١٠٧] (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ كانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً (١٠٧))
أي : كان في حكم الله وعلمه لهم بساتين الفردوس ؛ وهو أطيب موضع في الجنة وأوسطها وأفضلها. (نُزُلاً) ؛ أي : منزلا ومأوى. وعن النبيّ صلىاللهعليهوآله : الجنّة مائة درجة ما بين كلّ
__________________
(١) الكشّاف ٢ / ٧٤٩.
(٢) مجمع البيان ٦ / ٧٦٧.
(٣) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ٢ / ١٢٤ ـ ١٢٥ ، ح ١.
(٤) تفسير البيضاويّ ٢ / ٢٤.
(٥) مجمع البيان ٦ / ٧٦٧.