(وَإِنَّهُما لَبِإِمامٍ) ؛ أي : مدينتي قوم لوط وأصحاب الأيكة بطريق يؤمّ ويتّبع ويهتدى به. وسمّي الطريق إماما لأنّ الإنسان يؤمّه. وقيل : معناه : وإنّ حديث مدينتهما لمكتوب مذكور في اللّوح المحفوظ ، أو حديث لوط وحديث شعيب. فيكون نظير قوله : (وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ)(١). (٢)
[٨٠] (وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ (٨٠))
(أَصْحابُ الْحِجْرِ). وهم قوم صالح. والحجر اسم البلد الذي كان فيه ثمود. سمّوا أصحاب الحجر لأنّهم كانوا سكّانه. وإنّما قال : (الْمُرْسَلِينَ) لأنّ في تكذيب صالح تكذيب المرسلين. وقيل : بعث الله إليهم رسلا منهم صالح. (٣)
[٨١] (وَآتَيْناهُمْ آياتِنا فَكانُوا عَنْها مُعْرِضِينَ)
(وَآتَيْناهُمْ) ؛ أي : أصحاب الحجر المعجزات الدالّة على صدق الأنبياء. وقيل : آتينا الرسل ، فكانوا عن الدلالات ـ أي أصحاب الحجر ـ معرضين. (٤)
[٨٢] (وَكانُوا يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً آمِنِينَ)
(وَكانُوا) ـ أي قوم صالح ـ في القوّة بحيث ينحتون من الجبال بيوتا يسكنونها وكانوا آمنين من خرابها وسقوطها عليهم. وقيل : آمنين من عذاب الله. وقيل : آمنين من الموت لطول أعمارهم. (٥)
[٨٣] (فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ)
(مُصْبِحِينَ) : أي في وقت الصباح. (٦)
__________________
(١) يس (٣٦) / ١٢.
(٢) مجمع البيان ٦ / ٥٢٨.
(٣) مجمع البيان ٦ / ٥٢٨.
(٤) مجمع البيان ٦ / ٥٢٨.
(٥) مجمع البيان ٦ / ٥٢٩.
(٦) مجمع البيان ٦ / ٥٢٩.