(وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ) عن الاستعداد للمعاد. (١)
[٤] (وَما أَهْلَكْنا مِنْ قَرْيَةٍ إِلاَّ وَلَها كِتابٌ مَعْلُومٌ)
(وَما أَهْلَكْنا) ؛ أي : لم نهلك أهل قرية فيما مضى على وجه العقوبة إلّا وكان لهم أجل مكتوب لا بدّ أن سيبلغونه. يريد : فلا يغرّنّ هؤلاء الكفّار إمهالي إيّاهم. إنّما ينزل بهم العذاب في الوقت المكتوب المقدّر لذلك. (٢)
(كِتابٌ مَعْلُومٌ) ؛ أي : أجل مقدّر كتب في اللّوح. والمستثنى جملة واقعة صفة لقرية. والأصل أن لا يدخلها الواو ـ كقوله : (إِلَّا لَها مُنْذِرُونَ)(٣) ـ ولكن لمّا شابهت صورتها صورة الحال ، أدخلت تأكيدا للصوقها بالموصوف. (٤)
[٥] (ما تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَها وَما يَسْتَأْخِرُونَ)
(ما تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ) ؛ أي : لم تكن أمّة فيما مضى تسبق أجلها فتهلك قبل ذلك ، ولا تتأخّر عن أجلها الذي قدّر لها ، بل إذا استوفت أجلها أهلكها الله. (٥)
(وَما يَسْتَأْخِرُونَ). تذكير ضمير أمّة فيه للحمل على المعنى. (٦)
[٦] (وَقالُوا يا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ)
(وَقالُوا). أي المشركون للنبيّ صلىاللهعليهوآله. (الذِّكْرُ) ؛ أي : القرآن في زعمه ودعواه. (إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ) في دعواك أنّه نزّل عليك وتوهّمك أنّا نؤمن بك. (٧)
(إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ) ؛ أي : تقول قول المجانين حين تدّعي أنّ الله نزّل عليك القرآن. (٨)
[٧] (لَوْ ما تَأْتِينا بِالْمَلائِكَةِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ)
__________________
(١) تفسير البيضاويّ ١ / ٥٢٥.
(٢) مجمع البيان ٦ / ٥٠٥.
(٣) الشعراء (٢٦) / ٢٠٨.
(٤) تفسير البيضاويّ ١ / ٥٢٥.
(٥) مجمع البيان ٦ / ٥٠٥.
(٦) تفسير البيضاويّ ١ / ٥٢٥.
(٧) مجمع البيان ٦ / ٥٠٨.
(٨) تفسير البيضاويّ ١ / ٥٢٦.