[٢٦] (وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ
خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ ما لَها مِنْ قَرارٍ)
(وَمَثَلُ كَلِمَةٍ
خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ) ؛ أي : صفتها صفتها. (كَلِمَةٍ) ؛ أي : كلمة الشرك. أو : كلّ كلمة قبيحة. والشجرة
الخبيثة : التي لا يطيب ثمرها ، كشجرة الحنظل. وقوله : (اجْتُثَّتْ) مقابل (أَصْلُها ثابِتٌ). ومعنى اجتثّت : استؤصلت. وحقيقة الاجتثاث أخذ الجثّة
كلّها. (مِنْ قَرارٍ) ؛ أي : استقرار. شبّه بها القول الذي لم يعضد بحجّة فهو
غير ثابت.
(كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ). عن الباقر عليهالسلام : هم بنو أميّة.
(مِنْ فَوْقِ
الْأَرْضِ). لأنّ عروقها قريبة منه.
[٢٧] (يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا
بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللهُ
الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللهُ ما يَشاءُ)
(يُثَبِّتُ اللهُ
الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ) : الذي ثبت بالحجّة والبرهان في قلب صاحبه وتمكّن فيه.
وتثبيتهم به في الدنيا أنّهم إذا فتنوا في الدنيا في دينهم ، لم يزلّوا ، كالذين
نشروا بالمناشير. وتثبيتهم في الآخرة أنّهم إذا سئلوا عند مواقف الأشهاد عن
معتقدهم ودينهم ، لم يتحيّروا من أهوال المحشر. وروي أنّه جواب منكر ونكير. (وَيُضِلُّ اللهُ الظَّالِمِينَ) ؛ أي : الذين لم يتمسّكوا بحجّة في دينهم وإنّما
اقتصروا على تقليد شيوخهم كما قلّد المشركون آباءهم. وإضلالهم في الدنيا أنّهم لا
يثبتون في مواقف الفتن وتزلّ أقدامهم أوّل شيء. وهم في الآخرة أضلّ وأذلّ. (وَيَفْعَلُ اللهُ ما يَشاءُ) ؛ أي : ما توجبه الحكمة. لأنّ مشيّة الله تابعة للحكمة
من تثبيت المؤمنين ومن إضلال الظالمين وخذلانهم والتخلية بينهم وبين شأنهم.
(وَفِي الْآخِرَةِ). عن الباقرين عليهماالسلام : انّ الله يثبّت المؤمن في القبر للجواب عند السؤال و
__________________