أَنْفُسَكُمْ ما أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَما أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِما أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ)
(وَقالَ الشَّيْطانُ). عن أبي جعفر عليهالسلام : هو الثاني. وليس في القرآن (وَقالَ الشَّيْطانُ) إلّا وهو الثاني. (١)
وعن أبي عبد الله عليهالسلام : إذا كان يوم القيامة يؤتى إبليس في سبعين غلّا وسبعين كبلا فينظر إلى زفر في عشرين ومائة كبل وعشرين ومائة غلّ. فينظر إبليس ويقول : من هذا الذي أضعف له العذاب وأنا أغويت هذا الخلق جميعا؟ فيقال : هذا زفر ؛ جدّد (٢) له هذا العذاب ببغيه على عليّ عليهالسلام. فيقول له إبليس : ويل لك وثبور لك! فيقول زفر لإبليس : أنت أمرتني بذلك! فيقول له : لم عصيت ربّك وأطعتني؟ فيردّ زفر عليه ما قال الله : (إِنَّ اللهَ وَعَدَكُمْ) ـ الآية. (٣)
(لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ). أي : لمّا فرغ من الحكم بين الخلائق ودخل أهل الجنّة الجنّة وأهل النار النار ، أذن الله له في الكلام توبيخا لأهل النار. وقيل : إنّه يوضع له منبر في النار فيرقاه ويجتمع الكفّار عليه باللّائمة. (وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ) من البعث والنشور والثواب والعقاب. (وَوَعَدْتُكُمْ) أن لا بعث ولا نشور ولا جنّة ولا نار. أو : وعدتكم الخلاص من العقاب بارتكاب المعاصي. (فَأَخْلَفْتُكُمْ) ؛ أي : كذبتكم. أو : لم أوف لكم بما وعدتكم. (مِنْ سُلْطانٍ) ؛ أي : ما كان لي عليكم من سلطان الإكراه والإجبار على الكفر والمعاصي. وإنّما كان لي سبيل الوسوسة والدعوة. (فَاسْتَجَبْتُمْ لِي) بسوء اختياركم. وقيل : معناه : ما أظهرت لكم حجّة أحتجّ بها عليكم إلّا أن دعوتكم. فيكون من الاستثناء المنقطع. أي : دعوتكم إلى الضلال فصدّقتموني. (فَلا تَلُومُونِي) على ما حلّ بكم من العقاب بسوء اختياركم. (وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ) حيث عدلتم عن أمر الله إلى اتّباعي من غير دليل وبرهان. (٤)
__________________
(١) تفسير العيّاشيّ ٢ / ٢٢٣ ، ح ٨.
(٢) المصدر : «حدد» بالمهملة.
(٣) تفسير العيّاشيّ ٢ / ٢٢٣ ، ح ٩.
(٤) مجمع البيان ٦ / ٤٧٨.