مكتوبة على ما يوافق العلم القديم.
[٤٠] (وَإِنْ ما نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّما عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسابُ)
(وَإِنْ ما نُرِيَنَّكَ). أي : كيفما دارت الحال سواء أريناك مصارعهم وما وعدناهم من إنزال العذاب عليهم أو توفّيناك قبل ذلك ، فما يجب عليك إلّا تبليغ الرسالة ، وعلينا لا عليك حسابهم. فلا يهمّنّك إعراضهم ولا تستعجل بعذابهم. (١)
[٤١] (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها وَاللهُ يَحْكُمُ لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسابِ)
(نَأْتِي الْأَرْضَ) ؛ أي : أرض الكفر. (نَنْقُصُها) بما نفتح على المسلمين من بلادهم فننقص دار الحرب ونزيد في دار الإسلام. وذلك من آيات النصرة والغلبة. ونحوه : (أَفَلا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها أَفَهُمُ الْغالِبُونَ). (٢) والمعنى : عليك بالبلاغ الذي حمّلته ولا تهتمّ بما وراء ذلك فنحن نكفيكه ونتمّ ما وعدناك من الظفر. ولا يضجرك تأخّره. فإنّ ذلك لما نعلم من المصالح الذي لا تعلمها. (لا مُعَقِّبَ) : أي : لا رادّ لحكمه. وهو في محلّ النصب على الحال. أي : نافذا حكمه. (٣)
(نَنْقُصُها). أي فقد العلماء فيها. (٤)
(نَنْقُصُها) بالخراب بعد العمارة. (٥)
عن أمير المؤمنين عليهالسلام : إهلاك القرون. (٦)
[٤٢] (وَقَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلِلَّهِ الْمَكْرُ جَمِيعاً يَعْلَمُ ما تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ وَ
__________________
(١) الكشّاف ٢ / ٥٣٤.
(٢) الأنبياء (٢١) / ٤٤.
(٣) الكشّاف ٢ / ٥٣٤ ـ ٥٣٥.
(٤) الفقيه ١ / ١١٨ ، ح ٥٦٠.
(٥) مجمع البيان ٦ / ٤٦١.
(٦) الاحتجاج / ٢٥٠.