إليهم ولا يستجيب دعاءهم. عن ابن عبّاس. وقيل : (كَباسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْماءِ) [أي :] كالّذي يدعو الماء بلسانه ويشير إليه بيده ، فلا يأتيه الماء. (وَما دُعاءُ الْكافِرِينَ) ؛ أي : ليس دعاؤهم الأصنام دون الله (إِلَّا فِي ضَلالٍ) : ذهاب عن الحقّ والصواب.
(إِلَّا كَباسِطِ) ؛ أي : إلّا استجابة كاستجابة من بسط (كَفَّيْهِ إِلَى الْماءِ) يطلب منه أن يبلغ فاه ، وهو جماد لا يشعر ولا يقدر على
الإجابة. فكذلك آلهتهم. وقيل : شبّهوا في قلّة جدوى دعائهم لها بمن أراد أن يغترف
الماء ليشربه فبسط كفّيه ليشرب.
[١٥] (وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي
السَّماواتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَظِلالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ)
(وَلِلَّهِ يَسْجُدُ). المراد منه الانقياد لما يريده فيهم من الأحداث. (طَوْعاً). انتصابه بالحال أو على العلّة. (بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ). ظرف ليسجد. والمراد بهما الدوام. أو حال من الضلال
وتخصيص الوقتين لأنّ الامتداد والتقلّص أظهر فيهما.
(طَوْعاً وَكَرْهاً). معناه : انّه يجب السجود لله تعالى إلّا أنّ المؤمن
يسجد طوعا والكافر يسجد له كرها بالسيف. و [قيل :] معناه الخضوع لله. لأنّ الكافر
لا يمكنه الامتناع من الآلام والأسقام. (وَظِلالُهُمْ) ؛ أي : ويسجد ظلالهم لله. قيل : إنّ المراد بالظلّ
الشخص. فإنّ من يسجد يسجد ظلّه معه. قال الحسن : يسجد ظلّ الكافر ولا يسجد الكافر.
ومعناه أنّه يسجد شخصه دون قلبه. لأنّه لا يريد بسجوده عبادة ربّه من حيث إنّه
يسجد للخوف. وقيل : إنّ الظلال على ظاهرها. والمعنى في سجودها تمايلها من جانب إلى
جانب وانقيادها للتسخير بالطول والقصر. (وَالْآصالِ) : العشيّات.
(وَظِلالُهُمْ). قال : ظلّ المؤمن يسجد طوعا. وظلّ الكافر يسجد كرها.
وهو نموّهم و
__________________