إليهم أنّ الرسل قد كذبوهم بالدعوة والوعيد. وقيل : الأوّل للمرسل إليهم ، والثاني للرسل. أي : وظنّوا أنّ الرسل قد كذبوا وأخلفوا فيما وعد لهم من النصر وخلط الأمر عليهم. (قَدْ كُذِبُوا). غير الكوفيّين بالتشديد. أي : وظنّ الرسل أنّ القوم قد كذّبوهم فيما أوعدوهم. (١)
عن الرضا عليهالسلام حين قال له المأمون : تقول الأنبياء معصومون. فما تقول في قوله تعالى : (حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ)؟ فقال عليهالسلام : يقول الله : حتّى إذا استيأس الرسل من قومهم ، فظنّ قومهم أنّ الرسل قد كذبوا ، جاء الرسل نصرنا. فقال له المأمون : لله درّك يا أبا الحسن. (٢)
«فينجي» غير عاصم وابن عامر بنونين وتخفيف الجيم وسكون الياء. أي : نخلّص من العذاب من نشاء ـ وهم المؤمنون ـ ولا نردّ عذابنا عن المشركين. (٣)
[١١١] (لَقَدْ كانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبابِ ما كانَ حَدِيثاً يُفْتَرى وَلكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ)
(لَقَدْ كانَ فِي قَصَصِهِمْ) ؛ أي : في قصص يوسف وإخوته. (عِبْرَةٌ) ؛ أي : فكرة وبصيرة من الجهل وموعظة. وهو ما أصابه من ملك مصر والجمع بينه وبين إلقائه وبيعه وحبسه. وقيل : في قصصهم عبرة لأنّ نبيّنا صلىاللهعليهوآله لا يقرأ كتابا ولا سمع حديثا ولا خالط أهله ثمّ حدّثهم في حسن معانيه وبراعة ألفاظه ومبانيه بحيث لم يردّ أحد من ذلك شيئا. فهذا من أدلّ الدلائل على صدقه لذوي العقول. (ما كانَ) ؛ أي : ما كان ما أدّاه محمّد صلىاللهعليهوآله وأنزل عليه حديثا يختلق كذبا. (وَلكِنْ تَصْدِيقَ) الكتب (الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ) ، لأنّه جاء به كما بشّر به في الكتب ، وتفصيل كلّ ما يحتاج إليه من الأحكام وشرائع الإسلام. (وَهُدىً) ؛ أي : دلالة (وَرَحْمَةً) ؛ أي : نعمة ينتفع بها المؤمنون. (٤)
(وَتَفْصِيلَ). عطف على تصديق.
(فِي قَصَصِهِمْ) ؛ أي : الرسل. (ما كانَ حَدِيثاً). أي القرآن. (٥)
__________________
(١) تفسير البيضاويّ ١ / ٤٩٨.
(٢) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ١ / ٢٠٢.
(٣) مجمع البيان ٥ / ٤١٣ و ٤١٦.
(٤) مجمع البيان ٥ / ٤١٦.
(٥) الكشّاف ٢ / ٥١١.