(بِمُؤْمِنِينَ). أي لعنادهم وتصميمهم على الكفر. (١)
[١٠٤] (وَما تَسْئَلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ)
(وَما تَسْئَلُهُمْ) أي : لا تسألهم على تبليغ الرسالة أجرا فيصدّهم ذلك عن القبول ويمنعهم من الإيمان. (٢)
(عَلَيْهِ) ؛ أي : على الأنباء أو القرآن. (مِنْ أَجْرٍ) ؛ أي : جعل ، كما يفعله حملة الأخبار. (ذِكْرٌ) ؛ أي : عظة من الله. (٣)
[١٠٥] (وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْها وَهُمْ عَنْها مُعْرِضُونَ)
(وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ) ؛ أي : وكم من آية. والمعنى : وكأيّ عدد شئت من الدلائل الدالّة على وجود الصانع وحكمته وكمال قدرته وتوحيده (يَمُرُّونَ عَلَيْها) : على الآيات ويشاهدونها وهم معرضون عنها لا يتفكّرون فيها ولا يعتبرون بها. (٤)
(فِي السَّماواتِ) من الشمس والقمر والنجوم. (يَمُرُّونَ عَلَيْها) [و] يشاهدونها. (٥)
(فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) : الكسوف والزلزلة والصواعق. (٦)
[١٠٦] (وَما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللهِ إِلاَّ وَهُمْ مُشْرِكُونَ)
(وَما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ). نزلت في أهل الكتاب ؛ آمنوا بالله واليوم الآخر والتوراة والإنجيل ، ثمّ أشركوا بإنكار القرآن ونبوّة محمّد صلىاللهعليهوآله. وهو مرويّ عن الرضا عليهالسلام. وقيل : المراد بالإشراك شرك الطاعة لا شرك العبادة. وأطاعوا الشيطان في المعاصي التي يرتكبونها ممّا أوجب عليها النار ، فأشركوا بالله في طاعته ولم يشركوا به في عبادة فيعبدون معه غيره. وهو مرويّ عن أبي جعفر عليهالسلام. وعن أبي عبد الله عليهالسلام أنّه قال : قول الرجل : لو لا فلان لهلكت. و
__________________
(١) تفسير البيضاويّ ١ / ٤٩٧.
(٢) مجمع البيان ٥ / ٤٠٩.
(٣) تفسير البيضاويّ ١ / ٤٩٧.
(٤) تفسير البيضاويّ ١ / ٤٩٧.
(٥) مجمع البيان ٥ / ٤٠٩.
(٦) تفسير القمّيّ ١ / ٣٥٨.