(وَلِيِّي فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ) ؛ أي : ناصري وحافظي. (١)
(مِنَ الْمُلْكِ) : ملك النبوّة وملك مصر. (تَأْوِيلِ الْأَحادِيثِ) ؛ أي : تعبير الرؤيا. (تَوَفَّنِي). قال ابن عبّاس : ما تمنّى نبيّ تعجيل الموت إلّا يوسف ؛ لمّا انتظمت أسباب مملكته ، اشتاق إلى ربّه. وقيل : معناه : ثبّتني على الإيمان إلى وقت الممات وأمتني مسلما وألحقني بأهل الجنّة من الأنبياء. فتوفّاه الله بمصر فدفن في النيل في صندوق رخام. وذلك أنّه لمّا مات تشاحّ الناس عليه كلّ يحبّ أن يدفن في محلّته لما كانوا يرجون من بركته ، فرأوا أن يدفنوه في النيل فيمرّ الماء عليه ثمّ يصل إلى جميع مصر فيكون كلّهم في بركته شركاء. وكان قبره في النيل إلى أن حمله موسى حين خرج من مصر. (٢)
روي : انّ يعقوب عليهالسلام أقام معه أربعا وعشرين سنة ، ثمّ توفّي وأوصى أن يدفن بالشام إلى جنب أبيه. فذهب به ودفنه ثمّة. وعاد وعاش بعده ثلاثا وعشرين سنة. ثمّ تاقت نفسه إلى الملك المخلّد فتمنّى الموت. (٣)
[١٠٢] (ذلِكَ مِنْ أَنْباءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَما كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ)
(ذلِكَ). مبتدأ. (مِنْ أَنْباءِ الْغَيْبِ). خبر ذلك. (نُوحِيهِ إِلَيْكَ). خبر ثان. (٤)
(ذلِكَ) ؛ أي : قصّة يوسف. (أَنْباءِ) : أخبار. (نُوحِيهِ إِلَيْكَ) دلالة على نبوّتك. ولا سمعته من أحد ، فيكون علامة لنبوّتك. (وَما كُنْتَ لَدَيْهِمْ) ؛ أي : مع أولاد يعقوب إذ عزموا على إلقائه في البئر. (٥)
[١٠٣] (وَما أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ)
__________________
(١) الكشّاف ٢ / ٥٠٧.
(٢) مجمع البيان ٥ / ٤٠٨.
(٣) تفسير البيضاويّ ١ / ٤٩٧.
(٤) تفسير البيضاويّ ١ / ٤٩٧.
(٥) مجمع البيان ٥ / ٤٠٨.