القول. ولك أن توقعه عليه وتريد قوله : (إِنَّما أَشْكُوا بَثِّي) ـ الآية. (١)
(أَعْلَمُ مِنَ اللهِ) ؛ أي : أعلم أنّ الله يصدّق رؤيا يوسف ويكشف الشدائد عن أنبيائه بالصبر. (٢)
[٩٧] (قالُوا يا أَبانَا اسْتَغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا إِنَّا كُنَّا خاطِئِينَ)
[٩٨] (قالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)
(سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ). أخّرهم إلى وقت السحر. لأنّه أقرب للإجابة. (٣)
عن إسماعيل الهاشميّ قال : قلت للصادق عليهالسلام : أخبرني عن يعقوب ، كيف أخّر الاستغفار لأولاده ويوسف لمّا قالوا له قال : (يَغْفِرُ اللهُ لَكُمْ). قال : لأنّ قلب الشابّ أرقّ من قلب الشائب. وكان جناية ولد يعقوب على يوسف وجنايتهم على يعقوب إنّما كانت بجنايتهم على يوسف. فبادر يوسف إلى العفو عن حقّه وأخّر يعقوب العفو لأنّ عفوه إنّما كان عن حقّ غيره. فأخّرهم إلى السحر ليلة الجمعة. (٤)
[٩٩] (فَلَمَّا دَخَلُوا عَلى يُوسُفَ آوى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شاءَ اللهُ آمِنِينَ)
(فَلَمَّا دَخَلُوا عَلى يُوسُفَ). استقبله يوسف والملك بأهل مصر. (آمِنِينَ) من القحط وأصناف المكاره. (٥)
(فَلَمَّا دَخَلُوا عَلى يُوسُفَ). لمّا خرج يعقوب وأهله من أرضهم وأتوا مصر في تسعة أيّام ، فلمّا دنوا من مصر تلقّاه يوسف في الجند وأهل مصر. فقال يعقوب : يا يهوذا ، هذا فرعون مصر؟ قال : لا ، هذا ابنك. فلمّا دنا ، بدأه يعقوب بالسلام. فقال : السّلام عليك يا
__________________
(١) الكشّاف ٢ / ٥٠٤.
(٢) مجمع البيان ٥ / ٤٠٣.
(٣) مجمع البيان ٥ / ٤٠٣.
(٤) علل الشرائع ١ / ٥٤ ، ح ١.
(٥) تفسير البيضاويّ ١ / ٤٩٦.