قيل : كان يسقى بها الملك ، ثمّ جعلت صاعا يكال به. وقيل : كانت الدوابّ تسقى [بها] ويكال بها. وقيل : كانت من فضّة مموّهة بالذهب. وقيل : كانت مرصّعة بالجواهر. (ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ) ؛ أي : نادى مناد. يقال : آذنه ؛ أي : أعلمه. روي أنّهم ارتحلوا وأمهلهم يوسف حتّى انطلقوا ، ثمّ أمر بهم فأدركوا وحبسوا ، ثمّ قيل لهم ذلك. (الْعِيرُ) : الإبل التي عليها الأحمال. لأنّها تعير ؛ أي : تذهب وتجيء. والمراد : أصحاب العير. (١)
سئل الصادق عليهالسلام عن قوله تعالى : (إِنَّكُمْ لَسارِقُونَ). قال : ما سرقوا وما كذب يوسف. فإنّما عنى سرقتهم يوسف من أبيه. (٢)
وعنه عليهالسلام : الكلام ثلاثة : صدق ، وكذب ، وإصلاح بين الناس. وقوله : (إِنَّكُمْ لَسارِقُونَ) من باب الإصلاح. (٣) كقول إبراهيم عليهالسلام : (إِنِّي سَقِيمٌ). (٤)
(لَسارِقُونَ). قيل : معناه : انّكم سرقتم يوسف من أبيه. أو : أإنّكم لسارقون؟ (٥)
[٧١] (قالُوا وَأَقْبَلُوا عَلَيْهِمْ ما ذا تَفْقِدُونَ)
(ما ذا تَفْقِدُونَ) ؛ أي : أيّ شيء ضاع منكم؟ (٦)
[٧٢] (قالُوا نَفْقِدُ صُواعَ الْمَلِكِ وَلِمَنْ جاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ)
(وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ). يقوله المؤذّن. يريد : وأنا بحمل البعير كفيل أؤدّية إلى من جاء به. وأراد وسق بعير من طعام جعلا لمن حصله. (٧)
[٧٣] (قالُوا تَاللهِ لَقَدْ عَلِمْتُمْ ما جِئْنا لِنُفْسِدَ فِي الْأَرْضِ وَما كُنَّا سارِقِينَ)
(تَاللهِ). قسم فيه معنى التعجّب ممّا أضيف إليهم. (٨)
__________________
(١) الكشّاف ٢ / ٤.
(٢) تفسير القمّيّ ١ / ٣٤٩.
(٣) الكافي ٢ / ٣٤١.
(٤) الصافّات (٣٧) / ٨٩.
(٥) تفسير البيضاويّ ١ / ٤٩١.
(٦) تفسير البيضاويّ ١ / ٤٩١.
(٧) الكشّاف ٢ / ٤٩٠.
(٨) الكشّاف ٢ / ٤٩٠.