لا يَعْلَمُونَ)
(وَلَمَّا دَخَلُوا مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُمْ). كان لمصر أربعة أبواب ، فدخلوها من أبوابها الأربعة متفرّقين. (إِلَّا حاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضاها). فقضى يعقوب تلك الحاجة. أي أزال اضطراب قلبه. (لا يَعْلَمُونَ). أي مرتبة يعقوب في العلم. (١)
(مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُمْ) ؛ أي : متفرّقين. (ما كانَ يُغْنِي عَنْهُمْ) رأي يعقوب ودخولهم متفرّقين ، حيث أصابهم ما ساءهم مع تفرّقهم من إضافة السرقة إليهم وافتضاحهم بذلك وأخذ أخيهم بوجدان الصواع في رحله وتضاعف المصيبة على أبيهم. (إِلَّا حاجَةً). استثناء منقطع على معنى : ولكن حاجة (فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضاها). وهي شفقته عليهم وإظهارها بما قاله لهم ووصّاهم. (وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ). يعني قوله : (وَما أُغْنِي عَنْكُمْ) وعلمه بأنّ القدر لا يغني عنه الحذر. (٢)
(لا يَعْلَمُونَ) أنّه لا يغني الحذر عن القضاء. (٣)
[٦٩] (وَلَمَّا دَخَلُوا عَلى يُوسُفَ آوى إِلَيْهِ أَخاهُ قالَ إِنِّي أَنَا أَخُوكَ فَلا تَبْتَئِسْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ)
(وَلَمَّا دَخَلُوا عَلى يُوسُفَ). قيل : إنّهم لمّا دخلوا عليه قالوا : هذا أخونا الذي أمرتنا أن نأتيك به. فقال : أحسنتم. ثمّ قال : ليجلس كلّ بني أمّ على مائدة. فبقي بنيامين فردا قائما. فقال له يوسف : ما لك لا تجلس؟ أما كان ابن أمّ لك؟ قال : بلى. قال يوسف : فما فعل؟ قال : زعم هؤلاء أنّ الذئب أكله. قال : فما بلغ من حزنك عليه؟ قال : ولد لي أحد عشر ابنا كلّهم اشتققت له اسما من اسمه. قال يوسف : أراك قد عانقت النساء وشممت الولد من بعده. قال بنيامين : إنّ لي أبا صالحا وقد قال لي : تزوّج ؛ لعلّ الله يخرج منك ذرّيّة تثقل الأرض بالتسبيح. فقال له يوسف : تعال فاجلس معي على مائدتي. روي ذلك عن الرضا عليهالسلام. (٤)
__________________
(١) مجمع البيان ٥ / ٣٨١.
(٢) الكشّاف ٢ / ٤٨٨ ـ ٤٨٩.
(٣) تفسير البيضاويّ ١ / ٤٩٠.
(٤) مجمع البيان ٥ / ٣٨٤.