قائمة الکتاب

    إعدادات

    في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
    بسم الله الرحمن الرحيم

    عقود المرجان في تفسير القرآن [ ج ٢ ]

    عقود المرجان في تفسير القرآن

    عقود المرجان في تفسير القرآن [ ج ٢ ]

    تحمیل

    عقود المرجان في تفسير القرآن [ ج ٢ ]

    516/653
    *

    [٤٤] (قالُوا أَضْغاثُ أَحْلامٍ وَما نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الْأَحْلامِ بِعالِمِينَ)

    (أَضْغاثُ أَحْلامٍ) ؛ أي : هذه أباطيل أحلام. وقيل : تخاليط أحلام. يعني أنّها منامات كاذبة لا يصحّ تأويلها. (وَما نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الْأَحْلامِ) التي هذه صفتها (بِعالِمِينَ). وإنّما نعلم تأويل ما يصحّ منها. وكان جهل الملأ بتاويل رؤيا الملك سبب نجاة يوسف. لأنّ الساقي تذكّر حديث يوسف فجثا بين يديه وقال : أيّها الملك ، إنّي قصصت أنا وصاحب الطعام على رجل في السجن منامين فخبّرنا بتأويلهما وصدق. فإن أذنت ، مضيت إليه وأتيتك من قبله بتعبير هذه الرؤيا. (١)

    (أَضْغاثُ أَحْلامٍ) ؛ أي : هي أضغاث أحلام. وهي تخاليطها. جمع ضغث. وأصله ما جمع من أخلاط النبات وحزم ، فاستعير للرؤيا الكاذبة. وإنّما جمعوا للمبالغة في وصف الحلم بالبطلان ـ كقولهم : فلان يركب الخيل ـ أو لتضمّنه أشياء مختلفة. (٢)

    عن أبي الحسن عليه‌السلام قال : إنّ الأحلام لم يكن فيما مضى في أوّل الخلق ، وإنّما حدثت. وذلك أنّ الله بعث رسولا إلى أهل زمانه فدعاهم إلى طاعة الله وعدهم الجنّة وتوعّدهم بالنار ، فقالوا : وما الجنّة والنار؟ فوصف لهم ذلك وقال : ترونهما بعد الموت. فقالوا : رأينا أمواتنا صاروا عظاما ورفاتا! فازدادوا تكذيبا. فأحدث الله فيهم الأحلام. فأخبروه بما رأوا. فقال : إنّ الله أراد أن يحتجّ عليكم بهذا. هكذا تكون أرواحكم إذا متّم. وإن بليت أبدانكم ، تصير الأرواح إلى عقاب حتّى تبعث الأبدان. (٣)

    عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، [قال الراوي :] الرؤيا يراها الرجل فتكون كما يراها. وربما يرى فلا يكون شيئا. فقال : إنّ المؤمن إذا نام ، خرجت من روحه حركة ممدودة صاعدة إلى السماء. وكلّ ما رآه المؤمن في ملكوت السماء في موضع التقدير والتدبير ، فهو الحقّ. وكلّ ما رآه في الأرض ، فهو أضغاث أحلام. (٤)

    __________________

    (١) مجمع البيان ٥ / ٣٦٤.

    (٢) تفسير البيضاويّ ١ / ٤٨٥ ـ ٤٨٦.

    (٣) الكافي ٨ / ٩٠ ، ح ٥٧.

    (٤) أمالي الصدوق / ١٢٤ ـ ١٢٥ ، ح ١٥.