(عَصِيبٌ) ؛ أي : شديد. (١)
[٧٨] (وَجاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِنْ قَبْلُ كانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ قالَ يا قَوْمِ هؤُلاءِ بَناتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللهَ وَلا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ)
(يُهْرَعُونَ) ؛ أي : يسرعون إليه كأنّهم يدفعون دفعا لطلب الفاحشة من أضيافه. (وَمِنْ قَبْلُ) ذلك الوقت (كانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ) : الفواحش ، فتمرّنوا بها ولم يستحيوا منها حتّى جاؤوا مجاهدين لها. (٢)
عن أبي جعفر عليهالسلام : كان قوم لوط من أفضل قوم خلقهم الله. فطلبهم إبليس الطلب الشديد. فكان يخرب عليهم في أعمالهم ومكاسبهم. فترصّدوا له ولزموه ، فإذا هو غلام أحسن ما يكون من الغلمان. فقالوا له : أنت الذي تخرب متاعنا مرّة بعد مرّة؟ فاجتمع رأيهم على قتله. فبيّتوه عند رجل. فلمّا كان اللّيل ، صاح وقال : كان أبي ينوّمني على بطنه. فنوّمه الرجل على بطنه فلم يزل يدلك ذكر الرجل حتّى علّمه ذلك الفعل. فلمّا علّمهم ، فرّ من بينهم. فاستلذّوا ذلك الفعل حتّى اشتغل الرجال بالرجال ، ثمّ جعلوا يرصدون مارّة الطريق فيفعلون بهم حتّى تنكّب مدينتهم الناس. ثمّ تركوا نساءهم وأقبلوا على الغلمان. فأتى إلى النساء بصورة امرأة فعلّمهنّ المساحقة فكانوا كالرجال. فلمّا كملت عليهم الحجّة لمواعظ لوط ، بعث الله جبرئيل وميكائيل وإسرافيل في زيّ غلمان عليهم أقبية ، فأتوا لوطا وهو يحرث. قال : أين تريدون؟ قالوا : أرسلنا سيّدنا إلى ربّ هذه المدينة. قال : إنّهم يأخذون الرجال فيفعلون بهم حتّى ليخرج الدم. فقالوا : أمرنا سيّدنا أن نمرّ وسطها. قال : اصبروا إلى اختلاط الظلام. فدخلوا في اللّيل. ومرّ إبليس فأخذ من حجر امرأة صبيّا فطرحه في البئر. فتصايح أهل المدينة كلّهم على باب لوط. فلمّا نظروا إلى الغلمان في منزل لوط قالوا : قد
__________________
(١) تفسير البيضاويّ ١ / ٤٦٤.
(٢) تفسير البيضاويّ ١ / ٤٦٤.