أَهْلَهُ). (١) وقيل : إنّه جادلهم وقال : بأيّ شيء استحقّوا عذاب الاستئصال؟ وهل ذلك واقع لا محالة ، أم هو تخويف ليرجعوا إلى الطاعة؟ بأيّ شيء يهلكون؟ وكيف ينجي الله المؤمنين؟ سمّى ذلك السؤال المستقصي جدلا. (٢)
(يُجادِلُنا) ؛ أي : يجادل رسلنا. وهو إمّا جواب «لما» جيء به مضارعا على حكاية الحال ، أو دليل جوابه المحذوف مثل : اجترأ على خطابنا ، أو : شرع في جدالنا. (٣)
[٧٥] (إِنَّ إِبْراهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ)
(أَوَّاهٌ) : كثير التأوّه من الذنوب. (٤)
(مُنِيبٌ) : راجع إلى الله تعالى في جميع أموره. وفي هذا إشارة إلى أنّ تلك المجادلة إنّما كان من رقّة قلبه ورحمته. وذلك أنّه رأى الخلق الكثير في النار فتأوّه لهم. (٥)
[٧٦] (يا إِبْراهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هذا إِنَّهُ قَدْ جاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ)
(يا إِبْراهِيمُ). قول الملائكة. (أَعْرِضْ عَنْ هذا) القول والجدال. (قَدْ جاءَ أَمْرُ رَبِّكَ) بالعذاب وإنّه نازل بهم لا محالة. (٦)
[٧٧] (وَلَمَّا جاءَتْ رُسُلُنا لُوطاً سِيءَ بِهِمْ وَضاقَ بِهِمْ ذَرْعاً وَقالَ هذا يَوْمٌ عَصِيبٌ)
(سِيءَ بِهِمْ) : ساءه مجيئهم. لأنّهم جاؤوا في صورة غلمان فظنّ أنّهم أناس فخاف عليهم أن يقصدهم قومه فيعجز عن مدافعتهم. (وَضاقَ بِهِمْ ذَرْعاً) : [ضاق] بمكانهم صدره. وهو كناية عن شدّة الانقباض للعجز عن مدافعة المكروه والاحتيال فيه.
__________________
(١) العنكبوت (٢٩) / ٣٢.
(٢) مجمع البيان ٥ / ٢٧٤ ـ ٢٧٥.
(٣) تفسير البيضاويّ ١ / ٤٦٣.
(٤) الكشّاف ٢ / ٤١٢.
(٥) مجمع البيان ٥ / ٢٧٥.
(٦) مجمع البيان ٥ / ٢٧٥.