عن الرضا عليهالسلام : قول الله : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى). (١) وهذه خصوصيّة للنبيّ صلىاللهعليهوآله إلى يوم القيامة وخصوصيّة للآل دون غيرهم. وذلك أنّ الله حكى [في] ذكر نوح عليهالسلام في كتابه : (يا قَوْمِ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مالاً). وحكى عن هود : (لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي). (٢) وقال عزوجل لنبيّه صلىاللهعليهوآله : «قل» يا محمّد : (لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى). (٣)
[٣٠] (وَيا قَوْمِ مَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللهِ إِنْ طَرَدْتُهُمْ أَفَلا تَذَكَّرُونَ)
ليست النصرة المذكورة في الآية من الشفاعة في شيء. لأنّ النصرة هي المنع على وجه المغالبة والقهر ، والشفاعة هي المسألة على وجه الخضوع. فلا دلالة على نفي الشفاعة للمذنبين على ما قاله بعضهم. (٤)
(مِنَ اللهِ) بدفع انتقامه. (إِنْ طَرَدْتُهُمْ) وهم بتلك الصفة والمثابة. (أَفَلا تَذَكَّرُونَ) لتعرفوا أنّ التماس طردهم وتوقيف الإيمان عليه ليس بصواب. (٥)
[٣١] (وَلا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزائِنُ اللهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ وَلا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَنْ يُؤْتِيَهُمُ اللهُ خَيْراً اللهُ أَعْلَمُ بِما فِي أَنْفُسِهِمْ إِنِّي إِذاً لَمِنَ الظَّالِمِينَ)
(وَلا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزائِنُ اللهِ) ؛ أي : لا أرفع نفسي فوق قدرها فأدّعي أنّ عندي مقدورات الله فأفعل ما أشاء وأعطي ما أشاء وأمنع ما أشاء. وهذا جواب لقولهم : (ما نَراكَ إِلَّا بَشَراً مِثْلَنا) أو قولهم : (ما نَرى لَكُمْ عَلَيْنا مِنْ فَضْلٍ). (لَنْ يُؤْتِيَهُمُ اللهُ) ؛ أي : لا يعطيهم الله في المستقبل خيرا على أعمالهم ولا يثيبهم عليها ، بل أعطاهم الله كلّ خير في الدنيا من
__________________
(١) الشورى (٤٢) / ٢٣.
(٢) هود (١١) / ٥١.
(٣) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ١ / ١٨١ ـ ١٨٤.
(٤) مجمع البيان ٥ / ٢٣٦ ـ ٢٣٧.
(٥) تفسير البيضاويّ ١ / ٤٥٥.