(ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ) : ثمّ توبوا إلى الله بالطاعات. ويجوز أن يكون ثمّ لتفاوت بين الأمرين. (يَوْمٍ كَبِيرٍ). قيل : هو يوم الشدائد. فإنّهما ابتلوا بالقحط حتّى أكلوا الجيف. (١)
(اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا). قيل : معناه : استغفروا ربّكم من ذنوبكم ، ثمّ توبوا إليه في المستأنف متى وقعت منكم المعصية. وقيل : إنّ ثمّ هنا بمعنى الواو. لأنّ الاستغفار والتوبة واحد. (وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ). قيل : إنّ الفضل بمعنى التفضّل والإفضال ؛ أي : ويعط كلّ ذي إفضال على غيره بمال أو كلام أو عمل إفضاله. فيكون الهاء في فضله عائدا إلى ذي الفضل. وقيل : إنّ معناه : يعطي كلّ ذي عمل صالح فضله ؛ أي : ثوابه على قدر عمله. والأولى أن يكون الهاء في فضله عائدا إلى اسم الله تعالى. «فإن تولوا» ؛ أي : أعرضوا. وقيل معناه : تتولّوا ، فحذف إحدى التاءين. (يَوْمٍ كَبِيرٍ) ؛ أي : كبير شأنه. (٢)
(ذِي فَضْلٍ). عن أبي جعفر عليهالسلام : هو عليّ عليهالسلام. وقوله (عذاب كبير) يعني الدخان والصيحة. (٣)
(وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ) ؛ أي : يعط في الآخرة كلّ من كان له فضل في العمل وزيادة فيه جزاء فضله لا يبخس منه. أو : فضله في الثواب. والدرجات تتفاضل في الجنّة على قدر تفاضل الطاعات. (يَوْمٍ كَبِيرٍ) : يوم القيامة. وصف بالكبر كما وصف بالعظم والثقل. وبيّن عذاب اليوم الكبير بأنّ مرجعهم إلى من هو قادر على كلّ شيء ، فكان قادرا على أشدّ ما أراد بهم من عذابهم. (٤)
[٥] (أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيابَهُمْ يَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَما يُعْلِنُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ)
(يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ) ؛ أي : يثنونها عن الحقّ وينحرفون عنه. أو : يعطفونها على الكفر وعداوة النبيّ صلىاللهعليهوآله. أو : يولّون ظهورهم (لِيَسْتَخْفُوا) من الله بسرّهم فلا يطلع رسوله والمؤمنين
__________________
(١) تفسير البيضاويّ ١ / ٤٤٩.
(٢) مجمع البيان ٥ / ٢١٤.
(٣) تفسير القمّيّ ١ / ٣٢١.
(٤) الكشّاف ٢ / ٣٧٨.