(فَلَمَّا جاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنا) وعرفوه بتظاهر المعجزات. (١)
(أَتَقُولُونَ لِلْحَقِّ) ؛ أي : أتقولون للمعجزات سحر ، والسحر باطل والمعجز حقّ؟ (٢)
[٧٨] (قالُوا أَجِئْتَنا لِتَلْفِتَنا عَمَّا وَجَدْنا عَلَيْهِ آباءَنا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِياءُ فِي الْأَرْضِ وَما نَحْنُ لَكُما بِمُؤْمِنِينَ)
(لِتَلْفِتَنا) ؛ أي : لتصرفنا. (عَمَّا وَجَدْنا عَلَيْهِ آباءَنا) من عبادة الأصنام. (وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِياءُ). لأنّ الملوك موصوفون بالكبر. ويجوز أن يقصدوا ذمّهما وأنّهما إن ملكا أرض مصر تجبّرا وتكبّرا. كما قال القبطيّ لموسى : (إِنْ تُرِيدُ إِلَّا أَنْ تَكُونَ جَبَّاراً فِي الْأَرْضِ). (٣)(بِمُؤْمِنِينَ) ؛ أي : مصدّقين لكما فيما جثتما به. (٤)
(وَتَكُونَ). عن أبي بكر : «ويكون» بالياء. (فِي الْأَرْضِ) ؛ أي : أرض مصر. وقيل : أراد اسم الجنس. (٥)
[٧٩] (وَقالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ ساحِرٍ عَلِيمٍ)
حمزة والكسائيّ : «سحار». (عَلِيمٍ) : حاذق. (٦)
(ساحِرٍ). أهل الكوفة غير عاصم : «سحار» بالتشديد. والباقون : (ساحِرٍ). (وَقالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي). وإنّما فعل ذلك للجهل بأنّ ما أتى به موسى من عند الله وليس بسحر. وبعد ذلك علم أنّه ليس بسحر فعاند ؛ كما قال سبحانه : (لَقَدْ عَلِمْتَ ما أَنْزَلَ هؤُلاءِ إِلَّا رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ بَصائِرَ). (٧) وقيل : علم أنّه ليس بسحر ولكنّه ظنّ أنّ السحر يقاربه مقاربة تشبيه. (٨)
__________________
(١) تفسير البيضاويّ ١ / ٤٤٣.
(٢) مجمع البيان ٥ / ١٨٩.
(٣) القصص (٢٨) / ١٩.
(٤) الكشّاف ٢ / ٣٦٢.
(٥) مجمع البيان ٥ / ١٨٨ ـ ١٨٩.
(٦) تفسير البيضاويّ ١ / ٤٤٣.
(٧) الإسراء (١٧) / ١٠٢.
(٨) مجمع البيان ٥ / ١٨٩ ـ ١٩٠.