وجبت العقوبة عليهم لذلك. (١)
(كَذلِكَ) ؛ أي : كما حقّت الربوبيّة لله. (فَسَقُوا) ؛ أي : تمرّدوا في كفرهم. (٢)
(أَنَّهُمْ لا يُؤْمِنُونَ). [بدل] من الكلمة. أي : حقّ عليهم كلمة الله أنّهم من أهل الخذلان وأنّ إيمانهم غير كائن. أو أراد بالكلمة العدة بالعذاب. و (أَنَّهُمْ لا يُؤْمِنُونَ) تعليل بمعنى لأنّهم. (٣)
[٣٤] (قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكائِكُمْ مَنْ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ قُلِ اللهُ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ)
فإن قلت : كيف قيل : من يبدأ الخلق ثم يعيده وهم غير معترفين بالإعادة؟ قلت : قد وضعت إعادة الخلق لظهور برهانها موضع ما إن دفعه دافع كان مكابرا رادّا لما لا شبهة فيه ، دلالة على أنّهم في إنكارهم لها منكرون أمرا مسلّما معترفا بصحّته عند العقلاء. (٤)
(قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكائِكُمْ). احتجاج آخر في التوحيد. أي : قل لهؤلاء المشركين : من يبدأ الخلق بالإنشاء بعد أن لم يكن ، وهو النشأة الأولى ، ثمّ يعيده في النشأة الثانية؟ فإن قالوا : لا تقدر عليه الأصنام أو سكتوا ، فقل لهم : الله الذي يبدؤه وينشئه على غير مثال ويفنيه ثمّ يعيده في القيامة. فكيف تصرفون عن الحقّ؟ (٥)
[٣٥] (قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكائِكُمْ مَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلاَّ أَنْ يُهْدى فَما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ)
(أَمَّنْ لا يَهِدِّي). أهل الكوفة غير عاصم ساكنة الهاء خفيفة الدال. وأهل المدينة ساكنة الهاء مشدّدة الدال. وعاصم بفتح الياء وكسر الهاء وتشديد الدال. وحمّاد عن عاصم
__________________
(١) مجمع البيان ٥ / ١٦٣.
(٢) تفسير البيضاويّ ١ / ٤٣٥.
(٣) الكشّاف ٢ / ٣٤٥.
(٤) الكشّاف ٢ / ٣٤٦.
(٥) مجمع البيان ٥ / ١٦٤ ـ ١٦٥.