وعن أبي جعفر عليهالسلام : قالوا : بدّل مكان عليّ أبو بكر أو عمر اتّبعناه. (١)
(إِنِّي أَخافُ). عن أبي عبد الله عليهالسلام : ما ترك رسول الله صلىاللهعليهوآله (إِنِّي أَخافُ) ـ الآية ـ حتّى نزلت سورة الفتح ، فلم يعد إلى ذلك الكلام. (٢)
[١٦] (قُلْ لَوْ شاءَ اللهُ ما تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلا أَدْراكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُراً مِنْ قَبْلِهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ)
(ما تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ) بأن كان لا ينزله عليّ ولا أعلمكم الله به بأن لا ينزله عليّ فلا أقرأه عليكم فلا تعلمونه. فقد أقمت فيكم دهرا طويلا من قبل إنزال القرآن لم أقرأه عليكم ولا ادّعيت نبوّة حتّى أكرمني الله به. أفلا تتفكّرون؟ (٣)
(لَوْ شاءَ اللهُ) ؛ أي : لو شاء غير ذلك. (وَلا أَدْراكُمْ) ؛ أي : ولا أعلمكم به على لساني. وعن ابن كثير : ولأدراكم بلام التأكيد. أي : لو شاء الله ما تلوته عليكم ولأعلمكم به على لسان غيري. والمعنى أنّه الحقّ الذي لا محيص عنه لو لم أرسل به لأرسل به غيري. والمعنى أنّ الأمر بمشيّة الله لا بمشيّتي حتّى أجعله على نحو ما تشتهونه. ثمّ قرّر ذلك بقوله : (فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُراً) : مقدار أربعين سنة (مِنْ قَبْلِهِ) : من قبل القرآن لا أتلوه ولا أعلمه. فإنّه إشارة إلى أنّ القرآن معجز خارق للعادة. فإنّ من عاش بين أظهرهم أربعين سنة لم يمارس فيها علما ولم يشاهد عالما ثمّ قرأ عليهم كتابا غلبت فصاحته فصاحة كلّ منطيق واحتوى على قواعد علم الأصول والفروع ، علم أنّه معلّم به من عند الله. (أَفَلا تَعْقِلُونَ) ؛ أي : تستعملون عقولكم بالتفكّر والتدبّر. (٤)
[١٧] (فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآياتِهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ)
جواب لهم حيث قالوا : (أَوْ بَدِّلْهُ). فإنّه افتراء. أو تعيير لهم بالافتراء حيث قالوا
__________________
(١) تفسير العيّاشيّ ٢ / ١٢٠ ، ح ١٠.
(٢) تفسير العيّاشيّ ٢ / ١٢٠ ، ح ١٢.
(٣) مجمع البيان ٥ / ١٤٧.
(٤) تفسير البيضاويّ ١ / ٤٣٠ ـ ٤٣١.