الفضيحة. (١)
[١٢٨] (لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ)
(مِنْ أَنْفُسِكُمْ) ؛ أي : من جنسكم عربيّ مثلكم. وقرئ : (مِنْ أَنْفُسِكُمْ) ؛ أي : من أشرفكم. (عَزِيزٌ عَلَيْهِ) ؛ أي : شديد شاقّ. (ما عَنِتُّمْ) ؛ أي : عنتكم ولقاؤكم المكروه. (حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ) : على إيمانكم وصلاح شأنكم. (بِالْمُؤْمِنِينَ) منكم ومن غيركم (رَؤُفٌ رَحِيمٌ). قدّم الأبلغ منهما ـ لأنّ الرأفة شدّة الرحمة ـ محافظة على الفواصل. قيل : لم يجمع الله اسمين من أسمائه لأحد غير رسول الله صلىاللهعليهوآله في قوله : (رَؤُفٌ رَحِيمٌ). (٢)
(مِنْ أَنْفُسِكُمْ) ـ بفتح الفاء ـ أي : من أشرفكم. وهي قراءة رسول الله وفاطمة عليهماالسلام. (٣)
[١٢٩] (فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ)
(فَإِنْ تَوَلَّوْا) عن الإيمان بك. (حَسْبِيَ اللهُ). فإنّه يكفيك معرّتهم ويعينك عليهم. (لا إِلهَ إِلَّا هُوَ). كالدليل عليه. (الْعَرْشِ الْعَظِيمِ) : الملك العظيم. أو : الجسم المحيط الذي ينزل منه الأحكام والمقادير. وعن أبيّ أنّ آخر ما نزل هاتان الآيتان. وعن النبيّ صلىاللهعليهوآله : ما نزل القرآن عليّ إلّا آية آية وحرفا حرفا ، ما خلا سورة براءة وقل هو الله أحد. فإنّهما أنزلتا ومعهما سبعون ألف ألف صفّ من الملائكة. (٤)
__________________
(١) الكشّاف ٢ / ٣٢٥.
(٢) تفسير البيضاويّ ١ / ٤٢٦.
(٣) الجوامع / ١٨٩.
(٤) تفسير البيضاويّ ١ / ٤٢٦.