النار كفتهم عتابا] فلا تتكلّفوا عتابهم. (١)
[٩٦] (يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنْ تَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنَّ اللهَ لا يَرْضى عَنِ الْقَوْمِ الْفاسِقِينَ)
(لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ) ولا ينفعهم رضاكم ـ أيّها المؤمنون ـ عنهم لجهلكم بأحوالهم والله ساخط عليهم. (٢)
[٩٧] (الْأَعْرابُ أَشَدُّ كُفْراً وَنِفاقاً وَأَجْدَرُ أَلاَّ يَعْلَمُوا حُدُودَ ما أَنْزَلَ اللهُ عَلى رَسُولِهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)
عن أبي عبد الله عليهالسلام : نحن بنو هاشم. وشيعتنا العرب. وسائر الناس الأعراب. (٣)
(الْأَعْرابُ). يريد الأعراب الذين كانوا حول المدينة. ومعناه : انّ سكّان البوادي إذا كانوا كفّارا أو منافقين ، فهم أشدّ كفرا من أهل الحضر ؛ لبعدهم عن مواضع العلم. (٤)
(الْأَعْرابُ) : أهل البدو (أَشَدُّ كُفْراً) من أهل الحضر ، لجفائهم وقسوتهم وتوحّشهم ونشئهم في بعد من مشاهدة العلماء ومعرفة الكتاب والسنّة. (وَأَجْدَرُ) : وأحقّ بجهل حدود الدين وما أنزل الله من الشرائع والأحكام. (عَلِيمٌ). أي بأهل الوبر والمدر. (٥)
[٩٨] (وَمِنَ الْأَعْرابِ مَنْ يَتَّخِذُ ما يُنْفِقُ مَغْرَماً وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوائِرَ عَلَيْهِمْ دائِرَةُ السَّوْءِ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)
(مَغْرَماً) ؛ أي : غرامة وخسرانا. لأنّه لا ينفق إلّا تقيّة من المسلمين ورئاء لا لوجه الله. (وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوائِرَ) : دوائر الزمان ، لتذهب غلبتكم فيتخلّص من إعطاء الصدقة. (عَلَيْهِمْ دائِرَةُ السَّوْءِ). [دعاء] معترض. دعا عليهم بنحو ما دعوا به ؛ كقوله عزّ وعلا : (وَ
__________________
(١) تفسير البيضاويّ ١ / ٤١٨.
(٢) مجمع البيان ٥ / ٩٣.
(٣) الكافي ٨ / ١٦٦ ، ح ١٨٣.
(٤) مجمع البيان ٥ / ٩٥ ـ ٩٦.
(٥) الكشّاف ٢ / ٣٠٣.