أمّا غيره فتأويل. (١)
(بِالْهُدى) ؛ أي : الحجج والبيّنات. (وَدِينِ الْحَقِّ). هو الإسلام. (لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ) : ليعلي دين الإسلام على جميع الأديان بالحجّة والغلبة والقهر لها حتّى لا يبقى على وجه الأرض دين إلّا مغلوبا ولا يغلب أحد أهل الإسلام بالحجّة. وأمّا الظهور بالغلبة ، فهو أنّ كلّ طائفة من المسلمين قد غلبوا على ناحية من نواحي أهل الشرك. وقال أبو جعفر عليهالسلام : إنّ ذلك يكون عند خروج القائم من آل محمّد عليهمالسلام فلا يبقى أحد إلّا أقرّ بمحمّد صلىاللهعليهوآله. وهو قول السدّيّ. (٢)
[٣٤] (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيراً مِنَ الْأَحْبارِ وَالرُّهْبانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوالَ النَّاسِ بِالْباطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَها فِي سَبِيلِ اللهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ)
(لَيَأْكُلُونَ) ؛ أي : يأخذون الرشا على الحكم. (وَيَصُدُّونَ) ؛ أي : يمنعون غيرهم عن سلوك سبيل الله. (وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ) ؛ أي : يجمعون المال ولا يؤدّون زكاته. فقد روي عن النبيّ صلىاللهعليهوآله أنّه قال : كلّ مال لم يؤدّ زكاته ، فهو كنز وإن كان ظاهرا. وكلّ ما أدّيت زكاته ، فليس بكنز وإن كان مدفونا في الأرض. وأكثر المفسّرين على أنّ قوله : (وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ) على الاستئناف وأنّ المراد بذلك مانعو الزكاة من هذه الأمّة. (٣)
(وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ). عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : موسّع على شيعتنا أن ينفقوا ممّا في أيديهم بالمعروف. فإذا قام قائمنا ، حرّم على كلّ ذي كنز كنزه حتّى يأتيه [به] فيستعين به على عدوّه. وهو قول الله عزوجل في كتابه : (وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ) ـ الآية. (٤)
(الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ). خصّهما لأنّهما أصل الأموال وكنزهما مستلزم لكنز غيرهما من
__________________
(١) الكافي ١ / ٤٣٢.
(٢) مجمع البيان ٥ / ٣٨.
(٣) مجمع البيان ٥ / ٤٠.
(٤) الكافي ٤ / ٦١.