نَصَرُوا) ؛ أي : ونصروهم بعد الإيواء على أعدائهم] وبذلوا المهج في نصرتهم ، (بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ). أي في النصرة وإن لم يكن بينهم قرابة من أقربائهم من الكفّار. وقيل : في التوارث. عن ابن عبّاس. وقيل : في نفوذ أمان بعضهم على بعض. (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهاجِرُوا) إلى المدينة ، (ما لَكُمْ مِنْ وَلايَتِهِمْ) ؛ أي : من ميراثهم (مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهاجِرُوا) فيحصل بينكم التوارث. فإنّ الميراث كان منقطعا في ذلك الوقت بين المهاجرين وغير المهاجرين. وروي عن أبي جعفر عليهالسلام أنّهم كانوا يتوارثون بالمؤاخاة الأولى. وقيل : معناه : ليس عليكم نصرتهم. [(وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ). معناه :] إذا طلبوا الإعانة في الدين. فعليكم نصرتهم. (إِلَّا عَلى قَوْمٍ) ؛ أي : إلّا [أن] يطلبوا منكم النصرة لهم على قوم من المشركين الذين بينكم وبينهم أمان وعهد يجب الوفاء به ، فلا تنصروهم عليهم لما فيه من نقض العهد. (١)
(وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهاجِرُوا) ـ الآية. نزلت في الأعراب. وذلك أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله صالحهم على أن يدعهم في ديارهم ولا يهاجروا إلى المدينة وعلى أنّه إذا أرادهم رسول الله ، غزا بهم وليس لهم من الغنيمة شيء. وأوجبوا على النبيّ صلىاللهعليهوآله إذا أرادهم الأعراب من غيرهم أو دهاهم دهم من عدوّهم أن ينصرهم إلّا على قوم بينهم وبين الرسول عهد وميثاق إلى مدّة. (٢)
عن الإمام موسى بن جعفر عليهالسلام في حديث طويل قال فيه هارون له : لم ادّعيتم [أنّكم] ورثة النبيّ صلىاللهعليهوآله والعمّ يحجب ابن العمّ وقبض رسول الله وقد توفّي أبو طالب قبله والعبّاس عمّه حيّ. فقلت له : إن رأى يعفيني أمير المؤمنين عن هذه المسألة. قال : لا أو تجيب. قال : آمنّي. فقال : قد آمنتك قبل الكلام. فقلت : إنّه لم يثبت مع ولد الصلب ميراث ولم ينطق به الكتاب ، إلّا أنّ تيما وعديّا وبني أميّة قالوا : العمّ والد ، رأيا منهم بلا أثر عن الرسول. قال هارون : زدني يا موسى. قلت : المجالس بالأمانات وخاصّة مجلسك. فقال : لا بأس عليك.
__________________
(١) مجمع البيان ٤ / ٨٦٢.
(٢) تفسير القمّيّ ١ / ٢٨٠.