أنفسهم. وإمّا أن يكون كلاما منقطعا عن الصلة. أي : وما ظلموا إلّا أنفسهم بالتكذيب. وتقديم المفعول به للاختصاص. (١)
[١٧٨] (مَنْ يَهْدِ اللهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ)
(فَهُوَ الْمُهْتَدِي). حمل على اللّفظ. (فَأُولئِكَ). حمل على المعنى. (٢)
(الْمُهْتَدِي). كتبت هاهنا بالياء. ليس في القرآن غيره بالياء. وأثبت الياء هاهنا في اللّفظ جميع القراء. (٣)
[١٧٩] (وَلَقَدْ ذَرَأْنا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِها وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِها وَلَهُمْ آذانٌ لا يَسْمَعُونَ بِها أُولئِكَ كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولئِكَ هُمُ الْغافِلُونَ)
(لِجَهَنَّمَ). اللّام لام العاقبة. (٤)
(كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ). هم المطبوع على قلوبهم الذين علم الله أنّه لا لطف لهم. وجعلهم في أنّهم لا يلقون أذهانهم إلى معرفة الحقّ ولا ينظرون بعيونهم إلى ما خلق الله نظر اعتبار ولا يسمعون آيات الله سماع تدبّر كأنّهم عدموا فهم القلوب والأبصار والأسماع. وجعلهم ـ لأنّه لا يأتي منهم إلّا أفعال أهل النار ـ مخلوقين للنار ، دلالة على تمكّنهم فيما يؤهّلهم لدخول النار. والمراد وصف حال اليهود في عظم ما أقدموا عليه من تكذيب رسول الله صلىاللهعليهوآله مع علمهم أنّه النبيّ الموعود وأنّهم من جملة الكثير الذين لا يكاد الإيمان يتأتّى منهم كأنّهم خلقوا للنار. (كَالْأَنْعامِ) في عدم الفقه والنظر للاعتبار والاستماع للتدبّر. (بَلْ هُمْ أَضَلُّ) من الأنعام عن الفقه والاعتبار والتدبّر. وقيل : الأنعام تبصر منافعها ومضارّها فتلزم بعض ما
__________________
(١) الكشّاف ٢ / ١٧٩.
(٢) الكشّاف ٢ / ١٧٩.
(٣) مجمع البيان ٤ / ٧٧٠.
(٤) مجمع البيان ٤ / ٧٧١.