(جَمِيعاً). حال من إليكم. (الَّذِي لَهُ مُلْكُ). صفة لله وإن حيل بينهما بما هو متعلّق المضاف إليه لأنّه كالمتقدّم عليه. أو مدح منصوب أو مرفوع. أو مبتدأ خبره : (لا إِلهَ إِلَّا هُوَ). وهو على الوجوه الأوّل بيان لما قبله. فإنّه من ملك العالم كان هو الإله لا غيره. (وَكَلِماتِهِ) : ما أنزل عليه وعلى سائر الرسل من كتبه ووحيه. وإنّما عدل عن التكلّم إلى الغيبة لإجراء هذه الصفات الداعية إلى الإيمان به والاتّباع له. (١)
[١٥٩] (وَمِنْ قَوْمِ مُوسى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ)
(يَهْدُونَ). هم المؤمنون التائبون من بني إسرائيل. لمّا ذكر الذين تزلزلوا في الدين وأقدموا على عبادة العجل وسؤال الرؤية ، ذكر أنّ منهم أمّة ثابتين يهدون الناس وبالحقّ يعدلون بينهم في الحكم. أو أراد الذين وصفهم ممّن أدرك النبيّ صلىاللهعليهوآله وآمن به من أعقابهم. وقيل : إنّ بني إسرائيل لمّا قتلوا أنبياءهم وكفروا ـ وكانوا اثني عشر سبطا ـ تبرّأ سبط منهم وسألوا الله أن يفرّق بينهم وبين إخوانهم. ففتح الله لهم نفقا في الأرض فساروا فيه سنة ونصفا حتّى خرجوا من وراء الصين. وهم هنالك مسلمون يستقبلون قبلتنا وكلّمهم النبيّ صلىاللهعليهوآله ليلة الإسراء وعلّمهم عشر سور من القرآن. (٢)
[١٦٠] (وَقَطَّعْناهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْباطاً أُمَماً وَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى إِذِ اسْتَسْقاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِبْ بِعَصاكَ الْحَجَرَ فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُناسٍ مَشْرَبَهُمْ وَظَلَّلْنا عَلَيْهِمُ الْغَمامَ وَأَنْزَلْنا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوى كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ وَما ظَلَمُونا وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ)
(وَقَطَّعْناهُمُ) : صيّرناهم قطعا متميّزا بعضهم عن بعض. (اثْنَتَيْ عَشْرَةَ). مفعول ثان لقطّع. فإنّه متضمّن معنى صيّر. أو حال وتأنيثه للحمل على الأمّة أو القطعة. (أَسْباطاً). [بدل منه ولذلك جمع. أو تمييز له على أنّ كلّ واحد من أثنتي عشرة أسباط.] وكأنّه قيل :
__________________
(١) تفسير البيضاويّ ١ / ٣٦٣.
(٢) الكشّاف ٢ / ١٦٧.