قلوبهم فلا يتفكّرون فيها ولا يعتبرون بها. وقيل : سأصرفهم عن إبطالها وإن اجتهدوا. كما فعل فرعون فعاد [عليه] بإهلاكهم. (كُلَّ آيَةٍ) منزلة أو معجزة. (لا يُؤْمِنُوا بِها) لعنادهم ، أو لاختلال عقولهم بسبب انهماكهم في الهوى. (ذلِكَ) ؛ أي : الصرف بسبب تكذيبهم وعدم تدبّرهم للآيات. (١)
(بِغَيْرِ الْحَقِّ). حال. أي : يتكبّرون غير محقّين. لأنّ التكبّر بالحقّ لله وحده. (٢)
[١٤٧] (وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَلِقاءِ الْآخِرَةِ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ هَلْ يُجْزَوْنَ إِلاَّ ما كانُوا يَعْمَلُونَ)
(وَلِقاءِ الْآخِرَةِ) ؛ أي : ولقائهم الدار الآخرة أو ما وعد الله في الآخرة. (حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ) فلا ينتفعون بها. (يَعْمَلُونَ). أي : إلّا جزاء أعمالهم. (٣)
[١٤٨] (وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلاً جَسَداً لَهُ خُوارٌ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لا يُكَلِّمُهُمْ وَلا يَهْدِيهِمْ سَبِيلاً اتَّخَذُوهُ وَكانُوا ظالِمِينَ)
(مِنْ بَعْدِهِ) ؛ أي : من بعد ذهابه للميقات. (مِنْ حُلِيِّهِمْ) التي استعاروها من القبط حين همّوا بالخروج من مصر. وإضافتها إليهم لأنّها كانت في أيديهم أو ملكوها بعد هلاكهم. وهو جمع حلي كثدي وثديّ. (عِجْلاً جَسَداً) : بدنا ذا لحم. أو : جسدا من الذهب خاليا من الروح. ونصبه على البدل. (لَهُ خُوارٌ) : صوت البقر. روي أنّ السامريّ لمّا صاغ العجل ألقى في فمه من تراب أثر فرس جبرئيل فصار حيّا. وقيل : صاغه بنوع من الحيل فيدخل الريح جوفه ويصوت. وإنّما نسب الاتّخاذ إليهم وهو فعله إمّا لأنّهم رضوا به ، أو لأنّ المراد اتّخاذهم إلها إيّاه. (أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لا يُكَلِّمُهُمْ). تقريع على فرط ضلالتهم وإخلالهم بالنظر. والمعنى : ألم يروا حين اتّخذوه إلها أنّه لا يقدر على كلام ولا على إرشاد سبيل حتّى حسبوا أنّه
__________________
(١) تفسير البيضاويّ ١ / ٣٦٠.
(٢) الكشّاف ٢ / ١٥٩.
(٣) تفسير البيضاويّ ١ / ٣٦٠.