الكاف. (١)
بعض اليهود قال لأمير المؤمنين عليهالسلام : ما دفنتم نبيّكم حتّى اختلفتم! فقال عليهالسلام : إنّما اختلفنا عنه لا فيه ؛ ولكنّكم ما جفّت أرجلكم من البحر حتّى قلتم لنبيّكم : (اجْعَلْ لَنا إِلهاً) ـ الآية. (٢)
[١٣٩] (إِنَّ هؤُلاءِ مُتَبَّرٌ ما هُمْ فِيهِ وَباطِلٌ ما كانُوا يَعْمَلُونَ)
(مُتَبَّرٌ). يعني القوم الذين عبدوا الأصنام مدمّر مهلك ما هم فيه من عبادة الأصنام وباطل عملهم لا يجدي لهم نفعا. (٣)
[١٤٠] (قالَ أَغَيْرَ اللهِ أَبْغِيكُمْ إِلهاً وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعالَمِينَ)
(أَغَيْرَ اللهِ أَبْغِيكُمْ) ؛ أي : ألتمس وأطلب غير الله [لكم]؟ فحذف حرف الجرّ فوصل الفعل. (عَلَى الْعالَمِينَ) ؛ أي : عالمي زمانكم. أي : وهو سبحانه خصّكم بفضائل لم يعطها أحدا غيركم [وهو أن أرسل إليكم رجلين منكم لتكونوا أقرب إلى القبول و] خلّصكم من فرعون وقومه وأهلكهم وأورثكم أرضهم وديارهم. (٤)
[١٤١] (وَإِذْ أَنْجَيْناكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذابِ يُقَتِّلُونَ أَبْناءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِساءَكُمْ وَفِي ذلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ)
(وَإِذْ أَنْجَيْناكُمْ). خاطب بني إسرائيل الذين كانوا في زمن النبيّ صلىاللهعليهوآله فقال لهم على وجه الامتنان عليهم بما أنعمه على أسلافهم : واذكروا إذ خلّصناكم (مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ) ؛ أي : يولّونكم إكراها ويحملونكم إذلالا (سُوءَ الْعَذابِ). (٥)
(يَسُومُونَكُمْ) ؛ أي : يبغونكم شدّة العذاب. من سام السلعة ، إذا طلبها. وقوله :
__________________
(١) تفسير البيضاويّ ١ / ٣٥٧ ـ ٣٥٨.
(٢) نهج البلاغة / ٥٣١ ، الحكمة ٣١٧.
(٣) مجمع البيان ٤ / ٧٢٧.
(٤) مجمع البيان ٤ / ٧٢٧.
(٥) مجمع البيان ٤ / ٧٢٧ ـ ٧٢٨.