كلام ربّك بإنجاز الوعد بإهلاك عدوّهم واستخلافهم في الأرض. وقيل : إنّ الكلمة الحسنى قوله : (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ) ـ الآية. (١) وقيل : أراد وعد الله لهم الجنّة. (بِما صَبَرُوا) على أذى فرعون وقومه. (ما كانَ يَصْنَعُ) ؛ أي : ما كانوا يبنونه من الأبنية والقصور. (وَما كانُوا يَعْرِشُونَ) من الأشجار ومن الأعناب والثمار. وقيل : (يَعْرِشُونَ) : يسقفون من البيوت والقصور. عن ابن عبّاس. قال أبو عبيدة : (يَعْرِشُونَ) : يبنون. (٢)
(وَتَمَّتْ) ؛ أي : مضت عليهم واستمرّت. من قولك : تمّ على الأمر ، إذا مضى عليه. (يَعْرِشُونَ) من الأبنية المشيّدة في السماء كصرح هامان وغيره. (٣)
(يَعْرِشُونَ). ابن عامر وأبو بكر بضمّ الراء. وهي لغة في الكسر. (ع)
[١٣٨] (وَجاوَزْنا بِبَنِي إِسْرائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلى أَصْنامٍ لَهُمْ قالُوا يا مُوسَى اجْعَلْ لَنا إِلهاً كَما لَهُمْ آلِهَةٌ قالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ)
(وَجاوَزْنا بِبَنِي إِسْرائِيلَ). هذا آخر ما اقتصّ الله من نبأ فرعون وقومه ثمّ أتبعه اقتصاص نبأ بني إسرائيل وما فعلوه بعد إنقاذهم من الهلاك والمشاقّ ، ليعلم حال الإنسان وأنّه كما وصفه ظلوم كفّار. وليسلّي رسول الله صلىاللهعليهوآله ممّا رأى من بني إسرائيل بالمدينة. (٤)
(وَجاوَزْنا بِبَنِي إِسْرائِيلَ) ؛ أي : قطعنا بهم (الْبَحْرَ) ؛ يعني : النيل نهر مصر ، بأن جعلنا لهم فيه طرقا يابسة حتّى عبروا فمرّوا (عَلى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلى أَصْنامٍ لَهُمْ) ؛ أي : يقبلون عليها ملازمين لها يعبدونها. قيل : كانت تماثيل بقر. وذلك أوّل شأن العجل. (اجْعَلْ) ؛ أي : انصب لنا شيئا نعبده كما لهم أوثان يعبدونها. (إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ). لطلبهم الأوثان بعد ما رأوا الآيات والمعجزات وتوهّموا أنّه يجوز عبادة غير الله. (٥)
(عَلى قَوْمٍ) : العمالقة الذين أمر موسى بقتالهم. (يَعْكُفُونَ). حمزة والكسائيّ بكسر
__________________
(١) القصص (٢٨) / ٥.
(٢) مجمع البيان ٤ / ٧٢٤ ـ ٧٢٥.
(٣) الكشّاف ٢ / ١٤٩.
(٤) الكشّاف ٢ / ١٤٩ ـ ١٥٠.
(٥) مجمع البيان ٤ / ٧٢٦ ـ ٧٢٧.