على المعنى لأنّه في معنى الآية. فإن قلت : كيف سمّوها آية ثمّ قالوا لتسحرنا؟ قلت : ما سمّوها آية لاعتقادهم أنّها آية ، وإنّما سمّوها اعتبارا لتسمية موسى وقصدوا بذلك الاستهزاء والتلهّي. (١)
(لِتَسْحَرَنا) لتسحر بها أعيننا وتشبّه علينا. (٢)
[١٣٣] (فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمُ الطُّوفانَ وَالْجَرادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفادِعَ وَالدَّمَ آياتٍ مُفَصَّلاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكانُوا قَوْماً مُجْرِمِينَ (١٣٣))
عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : لمّا آمنت السحرة ورجع فرعون مغلوبا وأبى هو وقومه إلّا الإقامة على الكفر ، قال هامان لفرعون : إنّ الناس قد آمنوا بموسى. فانظر من دخل في دينه فاحبسه. فحبس كلّ من آمن به من بني إسرائيل. فتابع الله عليهم بالآيات وأخذهم بالسنين ونقص الثمرات ، ثمّ بعث عليهم الطوفان وما بعده. (وَالْقُمَّلَ). أراد به القمّل المعروف. وقيل : السوس الذي يخرج من الحبوب. (٣)
(الطُّوفانَ) : ماء طاف بهم وغشي أماكنهم وحروثهم من مطر وسيل. وقيل : الجدري.
وقيل : موت الحيوان. (وَالْقُمَّلَ) : كبار القردان ، أو الدبا أولاد الجراد. روي : انّهم مطروا ثمانية أيّام في ظلمة شديدة ودخل الماء بيوتهم حتّى قاموا فيه إلى تراقيهم. وكانت بيوت بني إسرائيل مشتبكة ببيوتهم ولم يدخل فيها قطرة. وركد على أراضيهم فمنعهم من الحرث والتصرّف فيها. ودام ذلك عليهم أسبوعا فقالوا : يا موسى ، ادع لنا ربّك يكشف عنّا ونحن نؤمن بك. فدعا فكشف عنهم ونبت لهم من الكلأ والزرع ما لم يعهد مثله ، ولم يؤمنوا. فبعث الله عليهم الجراد فأكلت زروعهم وثمارهم وسقوفهم وثيابهم. ففزعوا إليه ثانيا ، فدعا فرجع الجراد عنهم. فلم يؤمنوا ، فسلّط [الله] عليهم القمّل فأكل ما أبقاه [الجراد] وكان يدخل في أطعمتهم ويدخل في أثوابهم وجلودهم فيمصّها. ففزعوا إليه ، فرفع عنهم. فقالوا :
__________________
(١) الكشّاف ٢ / ١٤٥ ـ ١٤٦.
(٢) تفسير البيضاويّ ١ / ٣٥٦.
(٣) مجمع البيان ٤ / ٧٢١ ـ ٧٢٢.