(وَانْقَلَبُوا صاغِرِينَ) : صاروا أذلّاء منهزمين. أو : رجعوا إلى المدينة أذلّاء مقهورين. والضمير لفرعون وقومه. (١)
[١٢٠] (وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ ساجِدِينَ)
(وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ) ؛ أي : خرّوا سجّدا كأنّما ألقاهم ملق ، لشدّة خرورهم. وقيل : لم يتمالكوا ممّا رأوا فكأنّهم ألقوا. عن قتادة : كانوا أوّل النهار كفّارا سحرة ، وفي آخره شهداء بررة. (٢)
(وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ ساجِدِينَ) تبعا لموسى وهارون. فإنّهما سجدا لله شكرا. (٣)
[١٢١ ـ ١٢٢] (قالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعالَمِينَ * رَبِّ مُوسى وَهارُونَ)
(رَبِّ مُوسى) : أبدلوا الثاني عن الأوّل لئلّا يتوهّم أنّهم أرادوا به فرعون. (٤)
[١٢٣] (قالَ فِرْعَوْنُ آمَنْتُمْ بِهِ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّ هذا لَمَكْرٌ مَكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُوا مِنْها أَهْلَها فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ)
(قالَ فِرْعَوْنُ آمَنْتُمْ بِهِ). على الإخبار ـ أي : فعلتم هذا الفعل الشنيع ـ توبيخا لهم وتقريعا. وقرئ بحرف الاستفهام ومعناه الإنكار والاستبعاد. (إِنَّ هذا لَمَكْرٌ) ؛ أي : إنّ صنيعكم هذا لحيلة احتلتموها أنتم وموسى في مصر قبل أن تخرجوا منها إلى هذه الصحراء ، قد تواطأتم على ذلك لغرض لكم وهو أن تخرجوا منها القبط وتسكنوا بني إسرائيل. وكان هذا الكلام من فرعون تمويها على الناس لئلّا يتّبعوا السحرة في الإيمان. وروي أنّ موسى قال للساحر الأكبر : أتؤمن بي إن غلبتك؟ قال : أو من بك. وفرعون يسمع. فلذلك قال ما قال. (فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ). وعيد أجمله ثمّ فصّله بقوله : (لَأُقَطِّعَنَّ) ـ اه. (٥)
__________________
(١) تفسير البيضاويّ ١ / ٣٥٤.
(٢) الكشّاف ٢ / ١٤١.
(٣) مجمع البيان ٤ / ٧١٢.
(٤) تفسير البيضاويّ ١ / ٣٥٤.
(٥) الكشّاف ٢ / ١٤١.