[٦٦] (قالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَراكَ فِي سَفاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكاذِبِينَ)
(قالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ). إذ كان من أشرافهم من آمن كمرثد بن سعد. (فِي سَفاهَةٍ) : متمكّنا في خفّة عقل راسخا فيها حيث فارقت دين قومك. (١)
[٦٧] (قالَ يا قَوْمِ لَيْسَ بِي سَفاهَةٌ وَلكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ)
(قالَ يا قَوْمِ) ـ الآية. في إجابة الأنبياء الكفرة عن كلماتهم الحمقاء بما أجابوا والإعراض عن مقابلتهم ، كمال النصح والشفقة وهضم النفس وحسن المجادلة. وهكذا ينبغي لكلّ ناصح. (٢)
[٦٨] (أُبَلِّغُكُمْ رِسالاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ ناصِحٌ أَمِينٌ)
(أُبَلِّغُكُمْ). أبو عمرو مخفّفا. وفي قوله : (أَنَا لَكُمْ ناصِحٌ أَمِينٌ) تنبيه على أنّهم عرفوه بالأمرين. (٣)
(وَأَنَا لَكُمْ). سفيان قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : ما يجوز أن يزكّي الرجل نفسه؟ قال : نعم ، إذا اضطرّ إليه. أما سمعت قول يوسف : (اجْعَلْنِي عَلى خَزائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ)(٤) وقول العبد الصالح : (وَأَنَا لَكُمْ ناصِحٌ أَمِينٌ)؟ (٥)
(أَمِينٌ) في تأدية الرسالة. (٦)
[٦٩] (أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَصْطَةً فَاذْكُرُوا آلاءَ اللهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)
__________________
(١) تفسير البيضاويّ ١ / ٣٤٤.
(٢) تفسير البيضاويّ ١ / ٣٤٥.
(٣) تفسير البيضاويّ ١ / ٣٤٥.
(٤) يوسف (١٢) / ٥٥.
(٥) تفسير العيّاشيّ ٢ / ١٨١ ، ح ٤٠.
(٦) مجمع البيان ٤ / ٦٧٤.